في القمة العربية الـ 26، التي عقت في نهاية مارس، قرر الزعماء العرب اعتماد "مبدأ" إنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة، لمواجهة "التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي"، إلا أنها ما لبثت الفكرة أن تبعثرت في المؤتمر الصحفي الختامي للقمة.
فجامعة الدول العربية عبّرت بوضوح عن الخلافات العربية بشأن القوة المشتركة، فقد قال الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، في مؤتمر صحفي عقب ختام القمة مباشرة: "إن الاتصالات بدأت لإنشاء القوة العربية المشتركة"، لافتاً إلى أن الانضمام إليها "اختياري"، في إشارة واضحة إلى حدة الخلافات الواردة.
المواقف العربية مما يجري في المنطقة، كما يؤكد المراقبون، ليس عليها إجماع، بل لكل دولة موقفها ورأيها، حتى في إطار تصنيف هذه الجماعة أو نعت تلك الحركة بالإرهاب من عدمه، وعليه فإنه سيكون من الصعب تشكيل قوة بـ "عقيدة عسكرية واحدة"، حتى في إطار محاربة ما يصفه البعض بـ "العدو الأكبر" في إشارة إلى إيران، لا سيما وأنها دولة تحتل جزراً تابعة للإمارات العربية المتحدة.
إلا أن المحللين يرون أن موقف نبيل العربي جاء بعد أن بدأت دول بإعلان موقفها الرافض لتشكيل هذه القوة، لا سيما الجزائر، في حين فضلت دول أخرى الصمت بعد أن تم التوصل إلى صيغة "الاختيار" في المشاركة بهذه القوة أم لا.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، أولى العقد الإشكالية بين الدول العربية أن هناك توافق لجانب من الدول العربية على اعتبار "حماس" حركة "إرهابية"، خصوصاً أن مصر هددت بشن عملية عسكرية، ثم جاء موقف السلطة الفلسطينية الداعي تحالف "عاصفة الحزم" لتوجيه ضربة لها كونها "متمردة"، في حين أن الإمارات تؤيد هذا التوجه، بحسب تصريحات إعلامية صبت في هذا الاتجاه.
وهناك قضية سورية أيضاً، حيث أن التدخل العسكري فيها بقوة، كما هو حاصل مع اليمن، لا يوجد توافق عليه، والحال نفسه في ليبيا والعراق، فلكل دولة مصالحها الإستراتيجية، خصوصاً فيما يتعلق بالعلاقات مع الدول العظمى، طرفي الصراع في كثير من الأحداث، روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.
يبدو أن كثرة الخلافات العربية على جميع القضايا المتعلقة بالمنطقة العربية من جهة أو المواقف من قضايا دولية كبيرة، قد تسبب بشرخ كبير في فكرة "القوة العربية المشتركة"، الأمر الذي جعل فكرة البدء بتشكيلها غير قريبة التحقيق.