نشرت صحيفة ناشينال إنتيريست الأمريكية مقالاً للكاتبة أمل مدللي، تقول فيه: إن التحالف العربي الجديد بقيادة المملكة العربية السعودية لدحر الحوثيين، يمثل صفحة جديدة تعيد التوازن الاستراتيجي بينها وبين إيران.
ولفتت الكاتبة إلى أن هناك "شعوراً بالارتياح والنشوة في العديد من العواصم، بعد أن افتقدت مثل هذه المشاعر لوقت طويل، وأن هناك ديناميكة جديدة، وروحاً عربية جديدة، والعزم على دحر ما يعتبرونه "انقلاب" إيران في المنطقة، هناك شعور بالكرامة والثقة بأن العالم العربي يمكن أن يتخذ موقفاً".
واعتبرت الكاتبة أن رد الفعل العربي الجديد هو أيضاً بمثابة تحذير لإيران بأنها عبرت "الخطوط الحمراء"، وبالغت في تدخلها في الشؤون العربية في جميع أنحاء المنطقة، ومن الواضح أن الشرق الأوسط قبل عملية "عاصفة الحزم" ليس كما بعدها، كما اعتبرتها خطوة جريئة سابقة في العالم العربي.
وتضيف الكاتبة: إن "السعودية لم تنتظر هذه المرة الضوء الأخضر من الولايات المتحدة، طالما أن الأمر يلاقي قبولاً شعبياً عالياً، خاصة وأن أوباما كان متردداً على ما يبدو في تقديم المساعدة، ومما يعزز من هذه النظرة رفضه لبذل المزيد من الجهد في سوريا، ليكتشف قادة المنطقة أن بإمكانهم أن يفعلوا شيئاً دون مشاركة الولايات المتحدة، وإن كان الأمر لا يخلو من موافقة أمريكية أو دعم".
وفي سياق التحديات التي تواجه الأمن العربي، اعتبرت الكاتبة أن مجرد موافقة الدول العربية على إنشاء قوة ردع مشتركة بعد سنوات من النقاش حولها، يعكس مدى الحاجة الملحة إليها.
وأشارت الكاتبة إلى الإحباط والسخط من العرب بسبب توسيع دور ونفوذ إيران في المنطقة، وصور قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الإيراني وهو يتجول في الأراضي العربية، وتصريحات العديد من المسؤولين الإيرانيين حول التحكم في أربع عواصم عربية، تلك التصريحات التي أثارت الاشمئزاز والسخط والغضب، لذا ينظر العرب إلى العملية في اليمن على أنها استعادة للكرامة والثقة بالنفس.
وأوضحت أن الائتلاف الجديد يكشف عن خريطة جديدة للعلاقات الإقليمية للتوفيق بين الدول، حيث تعمل مصر وقطر الآن معاً وتركيا والمملكة العربية السعودية أيضاً، كما قطعت السودان علاقاتها مع إيران وتدعم الآن المملكة العربية السعودية وعملية "عاصفة الحزم"، كل هذا يدل على التحالفات الاستراتيجية الجديدة الناشئة في منطقة مضطربة جداً.
واختتمت الكاتبة بأن "ما يجمع كل هذه الدول معاً هو تهديد وجودي عن طريق الهيكل الاستراتيجي للشرق الأوسط الجديد، الذي يتم رسمه دون علمهم أو موافقتهم، أنهم جميعاً ينظرون في المحادثات النووية الأمريكية الإيرانية ويخشون من أن أمريكا قد تجد حليفاً استراتيجياً جديداً في المنطقة وتتركهم، وأنهم قلقون بشأن التواطؤ الأمريكي الإيراني لإعادة تشكيل الشرق الأوسط من وراء ظهورهم، لذا فإن عملية "عاصفة الحزم" هي محاولة لانتزاع المبادرة والمطالبة بدور محوري في المنطقة".