فقد وصفت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم؛ "تأكيد القادة العرب على سيادة الإمارات على الجزر الثلاث؛ بأنه "تدخل في سيادة إيران على الجزر"، قائلة: "إنَّ الجزر الثلاث جزء لا يتجزأ من الأراضي الإيرانية"، مدعية أن سيادة إيران على الجزر تستند إلى حقائق تاريخية"، على حد زعمها.

ولم تكتف طهران بالتأكيد على سيادتها على الجزر، بل حاولت التعامل مع القضية بنوع من الحسم المسبق بشأن مستقبل الجزر الإماراتية المحتلة، عندما اعتبرت بيان القمة العربية "تدخلاً في الشؤون الإيرانية الداخلية"، وقالت "إن تكرار المواقف التدخلية تجاه سيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية على الجزر الإيرانية الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى لم ولن يؤثر على الحقائق القانونية والتاريخية السائدة حول هذه الجزر"، كما قالت.

ولفت الموقف الإيراني أنظار المراقبين مع عدة زوايا، أهمها أن هذا الموقف الرافض لأي دعوة للتفاوض بين الإمارات وإيران بشأن الجزر، ورفض اللجوء إلى التحكيم الدولي بشأنها، والتعامل مع الجزر بأنها تحصيل حاصل وضمن السيادة الإيرانية، لم يقابل بأي موقف عربي رسمي، الأمر الذي يؤكد ما ذهب إليه البعض من أن ما يصدر من قرارات في القمة وتكرر نفسها ما هي إلا ديباجة ثابتة، ذات سقف واحد غير مرتفع.

ويقول هؤلاء إن الدولة لم تستثمر بشكل جيد عامل الوقت والأوضاع المتطورة على الأرض لإعادة طرح موضوع الجزر الإماراتية المحتلة بكل قوة على القمة العربية، خصوصاً وأن الدعوات الحالية تدعو لإيران لكف يدها عن الدول التي تتمدد فيها، والجيد هنا هو المطالبة بإنهاء احتلال قديم لجزر إماراتية إستراتيجية ليس للإمارات وإنما للخليج العربي عموماً.

يذكر أن البيان النهائي لاجتماع القمة العربية السادسة والعشرين التي عقدت في شرم الشيخ المصرية؛ دعا الحكومة الإيرانية إلى "إنهاء احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث، والكف عن فرض الأمر الواقع بالقوة، والتوقف عن إقامة أية منشآت فيها بهدف تغيير تركيبتها الديموغرافية". كما دعا البيان إيران إلى "قبول الدخول في مفاوضات جادة ومباشرة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية لإيجاد حل سلمي وفقاً لقواعد ومبادئ القانون الدولي"، وهو ما رفضته طهران بكل بقوة.

وتحتل إيران الجزر الإماراتية الثلاث "طنب الصغرى" و"طنب الكبرى" و"أبو موسى" منذ عام 1971 في أعقاب جلاء القوات البريطانية عن منطقة الخليج. وتمثل الجزر الثلاث ممراً ملاحياً هاماً يمكنه التحكم في الخليج حيث تقع في مدخل مضيق هرمز الذي يربط بين قارات العالم القديم، إضافة إلى ما تمتلكه الجزر الثلاث من ثروات معدنية ونفطية.