أحدث الأخبار
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد
  • 11:46 . عبدالله بن زايد وروبيو يبحثان استقرار اليمن.. ما دلالات الاتصال في هذا التوقيت؟... المزيد
  • 11:38 . موقع عبري: أبوظبي تقف وراء أكبر صفقة في تاريخ “إلبيت” الإسرائيلية بقيمة 2.3 مليار دولار... المزيد
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد

الدرس العراقي لليمن

الكـاتب : خليفة علي السويدي
تاريخ الخبر: 29-03-2015

العراق مهد الحضارات قديماً، ومجتمع الرقي حديثاً مر بمنعطف خطر في التاريخ المعاصر، لن أتطرق إلى الظروف التي أوصلت العراق إلى الواقع المرير الذي يعيشه، فمن بلد متحد انصهرت فيه كل الأعراق والأحساب والديانات أو المذاهب في بوتقة واحدة نتج عن ذلك دولة عدت في فترة من تاريخها المعاصر من أرقى دول العالم العربي. فجامعات العراق كانت مقصد كل من أراد التعلم كذلك كانت المستشفيات. وفي الجانب العسكري كان الجيش العراقي يعد من أقوى جيوش العالم، ومثله الاقتصاد العراقي، وكان المنعطف الذي عشناه جميعاً، فقسّم العراق إلى ثلاثة أعراق هم العرب السُنة والكرد والشيعة، ونتج عن هذا المنزلق تدخل رايات سوداء كي تعلو على راية الدولة، فمن يعيش في العراق اليوم يتخيل لبنان بطوائفه وحروبه الأهلية، حيث انتهت دولة القانون الواحد وتحولت إلى دويلات تمثلها رايات مبنية على أسس مذهبية أو دينية. العراق اليوم بيئة خصبة لكل ما يخطر في بالك من تنظمات متصارعة، وهو بؤرة أمنية مؤرقة لدول مجلس التعاون الخليجي. والأسباب متعددة لكننا في دول الخليج العربي لنا حظنا من هذا الواقع، فلأسباب أجهلها أهملت دول الخليج العراق، فتحول مذهب الشيعة العرب من مركزهم التاريخي ألا وهو النجف، كي يولوا وجههم شطر القسم الفارسي حيث «قم»، وما تبع ذلك التوجه من نتائج يعيشها العراق اليوم.

اليمن بلد الحكمة يمر اليوم بنفس المِحنة. فمن دولة متحدة تصلي جميع مذاهبها في مساجد متحدة، إلى مذاهب متصارعة والغريب في الأمر ادعاء الكل أن مصلحة اليمن معهم وفي أجندتهم فكلهم يزعم حرب «داعش» و«القاعدة»، هذا العذر الذي تتم صناعته لهدم كل دولة عربية تخطط لنهضة حقيقية، لكن واقع اليمن الواضح يقول لنا في رسالة عاجلة: أدركوا اليمن قبل تكرار تجربة العراق. فقرارات المجالس الدولية لم تقدم للعراق الحلول الجذرية لأزمتهم، كما هو حال تلك المجالس في أزمة العرب التاريخية التي نسميها القضية الفلسطينية، فقرارات هذه المجالس تجاه اليمن زادت الطين بله وكأنهم يَرَوْن السفينة تغرق، وقد أرسلوا من يزيد حمولتها، دقت في اليمن طبول المذهبية، وعلت فيها رايات «قم» على الشعارات العربية، السفن ترسوا مزودة بالترسانة الإيرانية أمام أنظار العالم الذي يغض الطرف عنها. والجسر الجوي بين فارس ويمن العرب مستمر، ورايات «أنصار الله» التي ترفرف فوق علم الدولة اليمنية الرسمي تذكرنا بـ«حزب الله» اللبناني، فهل ولى اليمن وجهه شطر «قم» كما فعل العراق من قبل؟ سؤال تأخرنا في طرحه، والجواب لا يخفى عن أولي الألباب، لكن السؤال الأهم هنا هل ستكرر دول مجلس التعاون نفس تجربتها في العراق؟


المؤشرات الأولى تقول لنا: إن دول الخليج أضحت أكثر صراحة وصرامة في مواجهة مثل هذه التحديات، ففي الماضي رفعنا شعار الجار له خصوصيته الوطنية، ولن ندخل في حياته السياسية، لكن انعكاس الأزمة العراقية علينا علمنا درساً مفاده: «إذا انحشر جارك فحشرك قريب»، لذلك رأينا اجتماعات تنسيقية مستمرة بين قادة دول الخليج، وشهدنا قرارات واضحة، ولم تقف دول الخليج عند مستوى الشجب والتنديد، لكنها تفعل ما تقول، ومن يتابع ما يجري منذ أن خط الكاتب حروف هذا المقال حتى نشره يدرك السرعة التي تتحرك بها دول الخليج تجاه هذه القضية، اتحادنا مقدمة لازمة لقوتنا، وتنسيق قرارات قياداتنا صفحة مضيئة في تاريخ الخليج العربي، نعم لقد تعلمنا الدرس العراقي، ولن نكرر تجربة الماضي، هذا هو شعار دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي.