قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية: إن عملية "عاصفة الحزم" تمثل اختبارًا للأمير الشاب محمد بن سلمان وزير الدفاع السعودي، الذي ينسق الهجمات من داخل مركز العمليات العسكرية بالسعودية ضد الأهداف التابعة للحوثيين باليمن.
وأبرزت الصحيفة تسليط التليفزيون السعودي الضوء على نشاط وزير الدفاع، الذي يستقبل عبر الهاتف الأخبار من كبار العسكريين السعوديين، قبل إظهار صور الطيارين وهم يدرسون خطط الهجمات، ثم إقلاع مقاتلات إف 16 من قواعدها في الصحراء.
واعتبرت الصحيفة أن مثل هذه الدعاية الوطنية أصبحت معتادة ومشتركة في دول الخليج المسلحة تسليحًا جيدًا، والتي تستعرض عضلاتها بشكل متزايد في السياسات الخارجية.
وأشارت إلى أن الأمير محمد بن سلمان يظهر حاليًا باعتباره تجسيدًا شبابيًا لتلك الإستراتيجية السعودية الجديدة، في وقت قد تمثل فيه الحرب باليمن لحظة حاسمة ومهمة بالنسبة له، خاصة أنه مفضل من قبل والده نظرًا لسلوكياته في العمل.
ونقلت عن المحلل السياسي المقيم في دبي "عبد الخالق عبد الله"، أن الحرب في اليمن اختبار العمر "فرصة العمر" بالنسبة له، وعليه أن يثبت نفسه.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأمير "بن سلمان" أثبت أنه رجل إدارة، ولا يكل ولا يمل خلال تعامله مع المجالس التي يقوم فيها المدنيون بتقديم التظلمات والطلبات.
ونقلت عن "روبرت لاسي" الذي ألف كتابًا عن السعودية والأسرة الحاكمة، أن عملية اليمن ربما تصنعه أو تكسره في سن مبكر جدًا، لكن الأمير محمد بن سلمان سيحصل بنسبة 100 % على دعم والده.
وأضاف "لاسي" أن العاهل السعودي ربما يكون فقد كثيرًا من طاقته لكبر سنه، لكن هناك حيوية جديدة، سواء جيدة أو سيئة، حلت على السياسة السعودية منذ توليه المنصب، فالقرارات أصبحت سريعة وشديدة.
وتحدثت الصحيفة عن أن العملية التي تقودها السعودية في اليمن، وكذلك محاولات الأمير محمد بن سلمان لإحداث نمو في الاقتصاد السعودي، ربما يحددان نجاحه أو فشله.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصور الصادرة عن التليفزيون السعودي أظهرت قيام الأمير محمد بن نايف ولي ولي العهد ووزير الداخلية، بالإشراف على ابن عمه الأمير محمد بن سلمان.
وذكرت الصحيفة أن الانطباع السائد الآن، يتعلق بالصعود السريع للأمير الصغير من السياسات المحلية إلى الساحة العالمية، وطالبت المراقبين الذين توقعوا تركيز "بن سلمان" خلال وجوده كوزير للدفاع على إبرام عمليات شراء الأسلحة، بإعادة النظر في توقعاتهم، فتنسيقه للهجوم على اليمن حول الأمير إلى رجل عملي نشط.