قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية: إن مجموعة مكونة من 600 مقاتل حوثي يتلقون تدريبات عسكرية متقدمة في إيران، على الرغم من أن الطائفة الزيدية التي ينتمي إليها الحوثيون تختلف عن الاثنى عشرية بطهران.
واعتبرت الصحيفة أن الحوثيين أصبحوا أداة للنفوذ الإيراني الممتد في لبنان والعراق وسوريا وفلسطين، قبل اندلاع الأزمة السورية.
وتحدثت عن أن الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، تحالف مع الحوثيين ضد مكاسب الثورة، التي كان لها بعض الإيجابيات، كالسعي للمصالحة الوطنية والتوصل إلى دستور متفق عليه، وذلك بهدف العودة مجددًا للسلطة.
وأشارت إلى أن التعاون الأمني بين الولايات المتحدة واليمن على حافة الانهيار، في وقت تواجه فيه واشنطن والرياض معضلة بشأن التعاطي مع الأزمة الراهنة، في ظل تقدم الحوثيين الشيعة وقتالهم للقوات الموالية للرئيس اليمني المنقلب عليه عبد ربه منصور هادي.
وذكرت الصحيفة أن السعودية تواجه الآن معضلة خطيرة، فعليها من أجل قتال الحوثيين ووقف النفوذ الإيراني، دعم القوى السنية، والتي من بينها تنظيم القاعدة و"داعش" وبعض وحدات الجيش اليمني وبعض القبائل التي تدعم القاعدة.
وأشارت إلى أن أمريكا هي الأخرى تواجه معضلة، لأنها لا يمكنها وحدها قتال القاعدة في اليمن وكسب السعودية إلى صفها، بينما تتفاوض الآن مع إيران بشأن اتفاق نووي يزيد من قوة إيران في المنطقة.
وأضافت أن السعودية تخشى من أن نجاح الحوثيين المدعومين من إيران من شأنه أن يصدر التمرد إلى المملكة، التي يتواجد بها أقلية شيعية نشطة، وكذلك إلى البحرين التي يتواجد بها أغلبية شيعية.
وتحدثت عن أنه من الناحية النظرية، فإن دول الخليج ومصر بإمكانهما إرسال قوات إلى اليمن للقضاء على الحوثيين، إلا أن التدخل العسكري العربي قد يقود إلى تدخل إيراني مباشر في اليمن، ويحول البلاد إلى ساحة حرب دولية.
وأضافت أن هناك خيارًا آخر يتعلق بإمكانية اعتراف الولايات المتحدة والأمم المتحدة بنظام الحوثيين، الذي سيكون حليفًا ضد القاعد و"داعش"، إلا أن هذا الخيار سيشرعن للنفوذ الإيراني باليمن، وبالتالي يخرج النفوذ السعودي مرة أخرى من بلد جديد في المنطقة.
وذكرت أن الخيار الثالث هو الانتظار حتى إبرام اتفاق نووي مع إيران، ثم إدخالها في تحالف دولي يهدف إلى حل الأزمة في سوريا والعراق واليمن كذلك.