نشرت صحيفة "هفينجتون بوست" الأمريكية مقالا لـ"بريان دولي" مدير برنامج المدافعين عن حقوق الإنسان بمنظمة "هيومان رايتس فيرست" أشار فيه إلى سماعه عدة مرات وصف البحرين بأنها دولة فصل عنصري خلال تواجده بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الأسبوع الماضي في جنيف.
واعتبر أن هذا الوصف ليس بالجديد فقد تساءل الكاتب الأمريكي "نيكولاس كريستوف" في مقال نشره بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بعد أيام من قمع مظاهرات ضخمة خرجت ضد الحكومة البحرينية في فبراير 2011م عما إذا كان هناك فصل عنصري بالبحرين.
وتحدث "دولي" عن وجود تشابه جزئي واضح بين نظام الفصل العنصري السابق في جنوب أفريقيا وما يحدث في البحرين التي تحكم فيها أقلية سنية أغلبية شيعية وسط تمييز ممنهج لوحظ خلال السنوات القليلة الماضية وقمع للحقوق الأساسية وتعذيب وقتل في أماكن الاحتجاز.
وأضاف أن الناس منقسمون في البحرين على أساس طائفي وليس على أساس عرقي والذي من شأنه أن يحدد مكان معيشتهم والوظائف التي يعملون بها وما إذا كان بإمكانهم تحقيق سلطة سياسية.
وتحدث عن أن الولايات المتحدة وبريطانيا أيدا نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا بطريقة مشابهة إلى حد كبير بالدعم السياسي والعسكري الذي يقدمانه الآن للدكتاتورية البحرينية على حد وصف "دولي".
وذكر أن ما يحدث الآن مع البحرين حدث في جنوب أفريقيا في ستينيات وسبعينيات وثمانينيات القرن الماضي عندما أسكتت الانتقادات العامة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان وقدمت المخاوف الأمنية على الضغط من أجل الديمقراطية.
وأشار إلى أن البحرين لا تسمح بانتخاب الحكومة بل تعينها وتصنف المعارضة على أنهم إرهابيون وتحاكمهم على خلفية اعترافات خاطئة أخذت منهم عبر التعذيب.
وأضاف أن واشنطن ولندن وغيرهم من العواصم الغربية على نفس النهج الخاطئ في تعاملهم مع البحرين كما تعاملوا من قبل مع جنوب أفريقيا على الرغم من أن إدارة الرئيس الأمريكي "ريجن" اضطرت في السنوات الأخيرة من نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا إلى فرض عقوبات بضغط من الكونجرس.
وأشار إلى أن نظام الفصل العنصري سقط في النهاية بجنوب أفريقا لأن الأنظمة الاستبدادية لا تدوم إلى الأبد وسينهار النظام البحريني القمعي هو الآخر إذا لم يقم بتغييرات جذرية.