قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن علماء مسلمين وباحثين اجتمعوا في مكة بالمملكة العربية السعودية الشهر الماضي، لمحاربة الأيديولوجيات المتطرفة، وحثوا الحكومات المسلمة على محاربة الفقر وإصلاح المناهج التعليمية والعودة إلى الدين.
وأشارت إلى أن المجتمعين طالبوا بتطبيق الشريعة الإسلامية على غرار ما يحدث في السعودية، وذلك في كل شؤون الحياة، وأوصوا بأن الشريعة الإسلامية لديها القدرة على تحقيق العدالة والحفاظ على الكرامة واحترام الحقوق وتلبية متطلعات الشعوب.
وذكرت أن المؤتمر الذي عقد تحت عنوان "الإسلام ومحاربة الإرهاب"، كان جهدًا من قبل الحكومة السعودية لتلميع صورتها المعادية للتطرف، وتعزيز دور مؤسستها الدينية كبديل لوحشية "داعش".
واعتبرت الصحيفة أن المؤتمر نفسه سلط الضوء على التناقضات في السعودية، فعلى الرغم من الدعوات للتواصل والتقارب مع الشباب ومحاربة الفساد، إلا أنه لم يكن هناك أي إشارة تذكر بشأن الدور الذي لعبته السعودية لعقود من أجل نشر أيديولوجيتها الدينية المحافظة، التي ألهمت قادة "داعش".
وأشارت الصحيفة إلى أن القادة العرب أدانوا "داعش" وتعهدوا باستعادة الخطاب الديني المعتدل، إلا أن قادة المنطقة المستبدين وملوكها نادرًا ما وجهوا انتقادات ذاتية لأنفسهم بشأن الدور الذي لعبته سياسة دولهم في إشعال التطرف، وذلك نقلًا عن محللين.
ونقلت عن "عمر هاشور" المحاضر في الدراسات الأمنية بجامعة "إكسيتر" والزميل بمعهد "تشاتام هاوس" ببريطانيا، أن السعودية تمثل مزيجًا غريبًا بين القمع الاستبدادي، وإضفاء الشرعية الدينية التي تعزز جماعات مثل "داعش".
وذكرت الصحيفة أن المؤتمر عقد في مكة، التي من غير المسموح لغير المسلمين دخولها، ولم يكن فيه امرأة واحدة بين مئات من المشاركين، ولا يوجد به شيعة على الرغم من أنهم يمثلون 15 % من السعوديين، مما عزز الانتقاد بأن المؤتمر ركز على الرؤية الطائفية الضيقة.
وأشارت الصحيفة إلى وجود انتقادات من بين المشاركين لأنفسهم كـ"عمر شاهين" المحامي والزعيم الديني، الذي يعيش في أمريكا، والذي تحدث عن أن مجرد عقد المؤتمر في مكة يعني غلق الأبواب، مضيفًا أن عزل أنفسنا عن المجتمعات الأخرى غير مناسب، فنحن نحتاج للاستماع إلى آراء باقي الناس.
وأضاف أنه حتى الآن لم أر أي إجراءات على الأرض، ولكن مجرد كلام فقط.
ونقلت عن آخرين أن المؤتمر تجنب عددًا من القضايا المهمة، كمشكلة الدكتاتورية في المنطقة، وغياب العدالة الاجتماعية.