حظيت الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة للأعوام السبعة المقبلة، التي أطلقتها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، باهتمام واسع على مختلف مستويات الدولة، لا سميا الرسمية منها.
لكن المبادرة، التي أُعلن عن انطلاقها بالتزامن مع الاحتفال بيوم المرأة العالمي، والتي تهدف لتوفر إطارا عاما ومرجعيا وإرشاديا لجميع المؤسسات الحكومية الاتحادية والمحلية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني في وضع خطط وبرامج عملها من أجل توفير حياة كريمة للمرأة لجعلها متمكنة ريادية مبادرة تشارك في كافة مجالات العملية التنموية المستدامة بما يحقق جودة الحياة لها، تصطدم بحقيقة مرة، أن هناك نساء إماراتيات مختطفات لدى أجهزة الأمن في الدولة، بسبب رأيهن.
فقد شكل استمرار اختطاف المواطنات الثلاث (أسماء، مريم واليازية) خليفة السويدي، أخوات المعتقل عيسى خليفة السويدي، منذ ثلاثة أسابيع، ضربة في صميم المبادرة، التي حظيت بتقدير واسع من مختلف قطاعات الدولة، كما أن إطلاق المبادرة دون النظر إلى قضية معتقلات الرأي، يمثل بحد ذاته تجاهلاً لأهم أهداف المبادرة المعلنة بتوفير حياة كريمة.
فمع احتفال مسؤولي الدولة في "يوم المرأة"، الذي صادف الثامن من مارس الجاري وتواصل صدى مبادرة الشيخة فاطمة، إلا أن هذه الاحتفالات وكلما زادت فاعليتها كلما ذكّرت الإماراتيين بحال الشقيقات المواطنات الثلاث المختطفات من قبل أجهزة الأمن، لا سميا وأن هناك جهات حقوقية وبرلمانيون دوليون يطالبون السلطات الإماراتية بالإفراج عن الشقيقات.
اعتقال الشقيقات في الدولة شكل حالة صدمة للمجتمع الإماراتي، ومثلت نقطة تحول مفصلية في الحياة الحقوقية في المجتمع الإماراتي، وهذا عكس ما سعى له الآباء المؤسسون، التي رسخوا في اتحادهم مبادئ المروءة والحرية والكرامة، بحسب ما يؤكد عليه المواطنون.