أحدث الأخبار
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد
  • 06:35 . "معرفة دبي" تعلق عمليات التقييم والرقابة بالمدارس الخاصة للعام الدراسي القادم... المزيد
  • 12:26 . الاتحاد الأوروبي يبحث مواصلة تعليق عقوبات على سوريا... المزيد
  • 12:19 . الجابر لترامب: الإمارات سترفع استثمارات الطاقة بأميركا إلى 440 مليار دولار بحلول 2035... المزيد
  • 11:12 . نيابة عن رئيس الدولة.. منصور بن زايد يرأس وفد الإمارات إلى القمة العربية في العراق... المزيد
  • 11:09 . سبع دول أوروبية تطالب الاحتلال بوقف حرب الإبادة في غزة وإنهاء الحصار.. وحماس تشيد... المزيد
  • 11:05 . إصابة شرطي إسرائيلي في عملية طعن بالقدس المحتلة... المزيد
  • 11:03 . حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" تغادر الشرق الأوسط بعد الاتفاق مع الحوثيين... المزيد
  • 09:45 . الاحتلال الإسرائيلي يشن سلسلة غارات على موانئ يمنية خاضعة لسيطرة الحوثيين... المزيد
  • 09:02 . مفاوضات إسطنبول.. اتفاق أوكراني روسي على تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار... المزيد

«داعش» مشروع إعلامي

الكـاتب : داود الشريان
تاريخ الخبر: 10-03-2015

مَنْ منّا يعرف كيف نشأ ما يسمّى تنظيم «داعش»؟ حتى بعض دولنا لا يملك إجابة يطمئنّ إليها. يوصف هذا التنظيم الشاذ بـ «دولة» تشكّلت فجأة، وصار لها خليفة. تمدّدت بسرعة في غرب سورية، وشمال العراق ووسطه. ووصلت إلى ليبيا، ونفوذها مرشح للامتداد أبعد من ذلك. مارست هذه «الدولة» المفتعلة، جرائم القتل والاغتصاب والتهجير، بهمجية متناهية القسوة. عاودت تكرار مشاهد استعباد البشر، وتدمير التراث. وهي صكّت عملة خاصة بها، وافتتحت مدارس ومصارف، وأنشأت أجهزة حكومية، وصار لها نفط يُباع ويُشترى. وتجنّد يومياً آلاف الشباب والبنات، من دول على امتداد الأرض. تحارب العالم الذي يواجهها بتحالف، يعدّ سابقة في عدد دوله وقوته. لكنها، على رغم ذلك، ما زالت تتمدد، وتزداد قوة يوماً بعد آخر، على رغم أنها تحارب بأسلحة تقليدية. هل نحن أمام لغز؟ ليس في السياسة ألغاز. هناك مشاريع، ومؤامرات، ومعلومات غائبة أو مغيَّبة.

«داعش» تنظيم إرهابي مثل سلفه «القاعدة»، لكنه يمارس الإرهاب بوحشية تبدو سابقة، يجري ترويجها والاهتمام بنشر صورها عبر رؤية إعلامية، دعائية، محترفة ومتقنة. كأن نشر هذه الصور المتوحشة هو هدف «داعش» الأول والأهم. وُصِفَت أساليب التنظيم في قتل البشر، بأنها لإشاعة الرعب. هل يتطلب بثّ الرعب هذا المقدار من الوحشية؟ يبدو أن المطلوب من «داعش» أن يمارس وحشيته بطريقة انتقامية. وهو لا يذبح العراقيين والمصريين والسوريين والسعوديين، وسواهم من الجنسيات الأخرى بوصفهم كذلك، بل ينتقي ضحاياه بطريقة طائفية ومذهبية. «داعش» هو «الخلافة» التي يُراد لها أن تستفز الطوائف والمذاهب، باستثناء اليهود، وصولاً إلى حشد جماهيري من الشّيعة والمسيحيين، لمواجهة «الخلافة» بانتقام مضاد، يشبه وحشيتها. وهذا الحشد المنتظر، سيحرّض، بالضرورة السنّة على حشد مقابل، يحرّكه الانتقام.

منذ سقوط بغداد، مروراً بالحرب في سورية، بقي السنّة يتصرفون من موقع الأمة، وليس الطائفة، على رغم التنكيل بهم في العراق أيام نوري المالكي. وساهم هدوء الأمّة، أمام جُور بعض المذهبيين، في لجم اشتعال المنطقة بحروب دينية ومذهبية. ولهذا جاء «داعش»، لتنفيذ المهمة، وزرع ثقافة الانتقام بين أبناء الدين الواحد، والأمة الواحدة. لا أحد يستطيع أن ينكر تفشّي الحسّ المذهبي والطائفي في دولنا. ومَنْ يتابع وسائل التواصل الاجتماعي، وبعض وسائل الإعلام يُخيَّل إليه أننا نخوض حروباً مذهبية وطائفية في كل شوارعنا. ولكن، على رغم ذلك، بقي الحد الأدنى من الوعي بخطورة الانسياق وراء هذا الحس المتخلّف.

لا شك في أن «داعش» استبدل الصورة المتوحشة، بالكلمة التي ظل تأثيرها محدوداً، على رغم قسوة ألفاظها. لكن استمرار بث صور «داعش» على هذا النحو، سيدمِّر هذا التماسك الهشّ في منطقتنا، ويجعل الذّبح على الهوية، المذهبية والطائفية، عملاً مقدساً لدى شعوبنا ومواطنينا.

الأكيد أن الإعلام العربي ابتلع الطعم. وأصبح يتسابق، بحماقة مهنية، على الترويج لصور «داعش»، على رغم أن الإعلام الأميركي رفض بث الصور المُفزِعة في أحداث 11 أيلول (سبتمبر). تنظيم «داعش» سينتهي ولكن ليس قبل أن يحوّلنا، بكل طوائفنا ومذاهبنا، إلى دواعش. ولهذا علينا منع صوره، ولجم تأثير هدفه المدمِّر. «داعش» مشروع إعلامي يُروّج لفكرة سياسية، هي أشد قتلاً وتوحُّشاً من طريقته في ذبح البشر.