نشر موقع "المونيتور" الأمريكي المعني بشؤون الشرق الأوسط، مقالًا لـ"بروس ريدل" مدير مشروع الاستخبارات بمعهد بروكينجز والمستشار السابق لعدد من الرؤساء الأمريكيين، تحدث فيه عن قيام المملكة العربية السعودية بالاستعداد لتوقيع اتفاق نووي بين إيران والقوى العظمى.
وأشار إلى أن السعودية تتوقع إبرام الاتفاق بتأييد ودعم من الأمم المتحدة، مضيفًا أن المملكة لا ترغب في الظهور مع إسرائيل ضمن الأقلية الرافضة لتوقيع الاتفاق النووي، الذي سيعيد تأهيل إيران.
وتحدث عن أن الأسرة الحاكمة في السعودية رافضة لإسرائيل، ويعتبر السعوديون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجرم حرب، وهو ما يعني أن المملكة ليست لديها مصلحة في الوقوف في خندق الأقلية المعارضة للاتفاق النووي الإيراني بجانب إسرائيل.
وأشار إلى أن المملكة تعد للاتفاق النووي الإيراني عبر تقوية تحالفاتها الإقليمية، وخاصة مجلس التعاون الخليجي، التي تحتفظ فيه بعلاقات قوية مع الإمارات والبحرين، على الرغم من علمها بأن سلطنة عمان وقطر لن يتخليا عن التعاون المشترك مع إيران، ومع ذلك يضغط العاهل السعودي على البلدين للالتزام بوحدة مجلس التعاون الخليجي، وعدم تسهيل الدور التخريبي لإيران.
وذكر أن اليمن يعد ساحة الحرب الرئيسية بالنسبة لمجلس التعاون الخليجي، وموقف السعودية أصبح دفاعيًا هناك، في ظل نجاح إيران في تحقيق هدفها باليمن عبر توسيع نفوذها هناك، بعد تمكن الحوثيين الشيعة من السيطرة على العاصمة صنعاء ومعظم المناطق الشمالية، في وقت سعت فيه المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي لدعم ما تبقى من سلطة للرئيس اليمني المنقلب عليه عبد ربه منصور هادي، والذي غادر إلى عدن جنوبي البلاد.
وأشار إلى أن مصر تعد الشريك العربي الرئيسي للسعودية، حيث لعبت المملكة دورًا مهمًا في وصول عبد الفتاح السيسي للسلطة، لكن مصر الآن منشغلة بشكل كبير بقضاياها الداخلية، خاصة ما يتعلق بمواجهة الإرهاب وتنظيم "داعش" في الداخل، فضلًا عن مواجهة خطر تفكك ليبيا، وهو ما يجعل القاهرة مشغولة بشكل كبير عن المساعدة في وقف التوسع والنفوذ الإيراني بأماكن أخرى.
وأضاف أن السعودية تتوقع خروج إيران كمنتصر أكبر في الحرب ضد "داعش"، وترى أنها خسرت بغداد كشريك عربي لمدة طويلة، بعد الغزو الأمريكي في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن، ثم التحالف غير المقدس الذي أبرمه الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع إيران اليوم بالعراق، وترى المملكة أن الخيار الوحيد أمامها هو احتواء الاختراق الشيعي هناك أيضًا.
وتحدث عن أن سوريا هي الأخرى ذهبت إلى إيران، لكن الرياض مازالت تأمل في رحيل بشار الأسد، وتقوم بجانب فرنسا بمنح الأموال للجيش اللبناني، معتبرة إياه عائقًا أمام حزب الله، مضيفًا أن العاهل السعودي الملك سلمان التقى مؤخرًا بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، للتنسيق مع عمان بشأن سوريا، كما التقى كذلك بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأبرزت الصحيفة الدور الذي تمثله باكستان كأكبر حليف فعال بالنسبة للسعودية، حيث تعتبر الدولة المسلمة الوحيدة التي تمتلك صواريخ نووية ولديها ترسانة نووية تعد الأسرع نموًا في العالم، ولعبت السعودية دورًا كبيرًا في مساعدة باكستان على تطوير برنامجها النووي خلال سبعينيات القرن الماضي، عبر توفير المال للمشروع.
وتناول "ريدل" الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، إلى المملكة بدعوة من العاهل السعودي، لتعزيز الشراكة والتحالف الإستراتيجي بينهما، وهو ما ظهر من خلال نتائج المحادثات عبر تخطيط إسلام أباد لنقل سفارتها من صنعاء إلى عدن، معتبرًا أن المحور السعودي الباكستاني هو الأكثر أهمية، وتفاصيل التعاون النووي بين البلدين من أكبر الأسرار في العالم.