قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية: إن مرتفعات الجولان التي كانت واحدة من أهدأ الحدود الإسرائيلية، تظهر عليها الآن بوادر التحول إلى جبهة نشطة تجلب فيها القوات الإيرانية والإسرائيلية نحو اتصال مباشر بينهما لأول مرة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ شهر، يعمل حزب الله اللبناني وغيره من القوى الشيعية تحت قيادة إيرانية، على التوسع جنوب سوريا لطرد القوى الثورية التي تقاتل نظام بشار الأسد من هناك.
وأضافت أن هذا الهجوم الشيعي إذا نجح، فإنه قد يترك القوات الإيرانية وحلفاءها الشيعة يسيطرون على الجانب الخاضع لسوريا في مرتفعات الجولان، وهو ما يعني أن إيران ستكتسب المزيد من قوة الردع ضد إسرائيل خلال الأشهر المتبقية، قبل الحد الزمني المتفق عليه بين إيران والقوى الغربية، للتوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني في 30 يونيو القادم.
ونقلت عن "فيليب سميث" الباحث في جامعة ماريلاند والمتخصص في الميليشيات الشيعية بالشرق الأوسط، أن الإيرانيين من خلال حزب الله يأملون في استكمال عملية تطويق شمال إسرائيل من ناحية مرتفعات الجولان، واصفًا التحرك بأنه مهم من الناحية الإستراتيجية.
وذكرت الصحيفة أن إسرائيل تراقب التحركات الإيرانية في الجولان بقلق متزايد، مشيرة إلى أن الهجوم الشيعي هناك يترك إسرائيل في مأزق، ويخلق احتمالية اندلاع حرب إقليمية واسعة إذا أساءت إسرائيل الحساب في ردها على تلك التحركات.
وتحدثت عن أنه وعلى الرغم من قصف طائرة بدون طيار إسرائيلية لموقع في القنيطرة بالجولان السورية في 18 يناير الماضي، مما أسفر عن مقتل قيادات عسكرية من حزب الله وإيران، ثم رد حزب الله على الهجوم باستهداف موكب عسكري إسرائيلي على الحدود مع لبنان بعد 10 أيام، من هجوم "القنيطرة"، مما أسفر عن مقتل وإصابة جنود إسرائيليين، إلا أن الأحداث لم تردع إيران وحزب الله من التوسع في الجولان، وإطلاق عملية "شهداء القنيطرة" للسيطرة على الجزء الخاضع لسوريا من الهضبة.
وذكرت الصحيفة أن بضعة آلاف من المقاتلين الشيعة من حزب الله والعراق وإيران وباكستان وأفغانستان، يشاركون في الهجوم جنوب سوريا، بجانب الجيش النظامي السوري.
وتحدثت الصحيفة عن أن إيران تحصن نفسها الآن، سواء فشلت أو نجحت المفاوضات النووية مع القوى الغربية، بشكل يردع إسرائيل ضد أي محاولة لقصف المنشآت النووية الإيرانية، وذلك بتواجد قوات لها في الجولان بالقرب من الحدود الإسرائيلية.
ونقلت عن مصادر في حزب الله، أن الحزب أقام خلال العام الماضي، بالجولان منشآت تحت الأرض، وأنفاقًا مشابهة للتي أقامها على الحدود اللبنانية مع إسرائيل.