قالت شبكة "بلومبيرج" الأمريكية في افتتاحيتها على موقعها الإلكتروني: إن مصر أصبحت في عهد عبد الفتاح السيسي أشبه بحالها في عهد الدكتاتور حسني مبارك من حيث القمع والوحشية.
ولفتت الشبكة إلى أنه منذ الانقلاب العسكري، قامت محاكم النظام القديم إما بتبرئة مبارك وحاشيته أو أسقطت معظم التهم التي وجهت لهم بعد الثورة.
وأشارت إلى أنه والمقابل شهدت ساحات المحاكم محاكمات جماعية في نفس الساحات التي برأت نظام مبارك وصدرت فيها أحكام ضد قادة ومؤيدي الرئيس المنتخب والإخوان المسلمين شملت أحكام بالإعدام على الرغم من أن بعض هذه الأحكام ألغيت بعد ذلك من دوائر قضائية أخرى.
وأوضحت أن السيسي يبدو أنه يعتقد بجدوى الاستراتيجية العنيفة التي يسير عليها وأن كل ما يحتاج إليه هو جعل المصريين سعداء بنهضة اقتصادية، إلا أن غياب الديمقراطية الحكومية ربما تؤدي به في نهاية المطاف إلى عدم وجود مزيد من الدعم معه كما حدث لمبارك في نهاية حكمه.
واعتبرت قرار تأجيل الانتخابات البرلمانية في ظل عدم وجود مجلس نواب منتخب في مصر منذ نحو 3 أعوام بأنه أمر محزن حيث يظهر ما حدث للثورة المصرية التي أسقطت مبارك.
وأفادت أن دول الخليج زودت نظام السيسي لمدة عام ونصف بنحو 23 مليار دولار مما ساهم في إنقاذ نظامه حتى الآن، مؤكدة أن الانتعاش الاقتصادي في مصر مازال هشا، فانخفاض أسعار النفط جعل دول الخليج أقل رغبة في إرسال مزيد من المليارات إلى مصر، في وقت تحتاج فيه القاهرة إلى نحو 60 مليار دولار من الاستثمارات المباشرة خلال الأعوام الأربعة القادمة.
وبينت "بلومبيرج" أن بعض المستثمرين ليس من الضروري بالنسبة لهم أن يستثمروا في دولة تصدر أحكام تعسفية وبيئة أعدت لتستفيد منها الشركات المملوكة للجيش، في ظل وجود تمرد إسلامي مستمر وعدم وجود هيئة تشريعية تفحص سلطات الرئيس، موضحة أن السيسي ليس بإمكانه الاعتماد على أن يظل الشعب المصري منتظرا للأبد من أجل العمل أو الديمقراطية، فالمصريون الذين خرجوا مرتين إلى الشوارع لإسقاط رئيسين لن يقبلوا بعقود أكثر من حكم الطوارئ تحت دكتاتورية عسكرية بمبرر محاربة الإرهاب.
ونوّهت أن الانتخابات البرلمانية عندما تجري في النهاية فعلى السيسي أن يضمن إنتاجها لبرلمان أكبر من كونه برلمانيا شكليا، فالإسلاميين والليبراليين الملتزمون بالعملية الديمقراطية لابد أن ينافسوا ويمثلوا في البرلمان.
كما حذرت الشبكة من أن السيسي إذا أراد أن يأخذ النصيحة بكل آخر من أصدقائه المستبدين في الخليج سواء من السعودية أو روسيا فعليه أن يدرك بأن دكتاتورية مبارك أطيح بها على الرغم من أن الناتج المحلي كان يزداد بمعدل سنوي 6%، وأن الانتعاش الاقتصادي وحده لن يجعل السيسي آمنا أو مصر مستقرة.