في أول زيارة رسمية علنية.. توجّه وفد من جماعة الحوثي الشيعية المسلحة، برئاسة رئيس المجلس السياسي للجماعة صالح الصماد، إلى إيران منذ سيطرة هذه الجماعة على العاصمة صنعاء.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الخاضعة لسيطرة الحوثيين، عن الصماد قوله: إن الوفد سيجري خلال الزيارة مباحثات مع مسؤولين في الحكومة الإيرانية، تستهدف بحث آفاق تعزيز التعاون المستقبلي بين اليمن وإيران في المجالات الاقتصادية والسياسية وغيرها.
وأضاف أن الزيارة تأتي ترجمة لما جاء في خطاب زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي "بفتح آفاق جديدة للعلاقات مع الدول التي تحترم إرادة الشعب اليمني وسيادة أراضيه".
وذكر أن العلاقات بين البلدين تميزت بالأخوية والإيجابية، لكن ما وصفه بارتماء الحكومات السابقة في أحضان بعض الدول، أدى إلى التأثير سلبًا على العلاقات مع طهران.
ويضم وفد جماعة الحوثي وكيل وزارة المالية لقطاع الإيرادات، ووكيل البنك المركزي لقطاع العمليات المصرفية الخارجية، إضافة لوكلاء وزارات الكهرباء والنقل والتخطيط والتعاون الدولي والصناعة، ورئيس الإدارة العامة للاستثمار، والمدير العام التنفيذي لشركة النفط.
والأحد وصلت رحلة مباشرة لطائرة إيرانية إلى مطار صنعاء الدولي قادمة من طهران، هي الأولى من نوعها منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية يوم 21 سبتمبر الماضي.
جاء ذلك بعد يوم من توقيع سلطتي الطيران المدني اليمنية والإيرانية اتفاقًا يقضي بتسيير 28 رحلة جوية بين صنعاء وطهران أسبوعيًا، وذلك في أول تدشين لجماعة الحوثي أنشطتها التجارية مع إيران عبر مؤسسات الدولة، التي باتت تسيطر عليها.
وكانت وكالة فارس شبه الرسمية الإيرانية، أفادت بأن الرحلات الجوية ستفتح الباب أمام الصادرات الإيرانية إلى الأسواق اليمنية، في حين يخشى مراقبون أن تستخدم الرحلات لنقل السلاح والمقاتلين إلى اليمن من إيران، التي تتهمها دول عدة بدعم جماعة الحوثي.
ومنذ اللحظة الأولى لوصول الحوثي إلي صنعاء في سبتمبر الماضي، وتتحدث الوكالات الرسمية الإيرانية عن أحداث اليمن أنها "ثورة" وتعلن دعمها.
وكانت الجماعة أعلنت في السادس من الشهر الجاري، ما وصفته بـإعلان دستوري يقضي بـ"حل البرلمان، وتشكيل مجلس وطني انتقالي، ومجلس رئاسي من خمسة أعضاء"، بهدف تنظيم الفترة الانتقالية التي حددتها اللجنة بعامين.
فيما اعتبر مجلس التعاون الخليجي وبعض العواصم العربية والغربية تحركات الحوثيين انقلابًا على الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الذي استطاع الهروب من صنعاء، حيث كان تحت الإقامة الجبرية، التي كان الحوثيون يفرضونها عليه، والوصول إلى عدن حيث يباشر مهامه من هناك، وأعلن صنعاء عاصمة محتلة.