استبعد عضو مجلس الشورى السابق في السعودية عبد الله الزلفة إمكانية قيام مصالحة بين بلاده وجماعة الإخوان المسلمين، مؤكدا أن الحديث عن ضرورات للتقارب بين السعودية وتركيا يقف دونها التباين الموجود بين البلدين في الموقف من الإخوان.
وأكد الزلفة أن هناك قناعة سعودية راسخة منذ وقت طويل بأهمية التقارب مع تركيا لمواجهة التمدد الإيراني، لكنه قال: “ما حال دون الذهاب في التقارب السعودي ـ التركي إلى مدى أكبر قليلا هو ظهور ملف الإخوان، والتوجه الإخواني لدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعلاقته بإخوان المنطقة، في محاولة لاستعادة المجد العثماني، وهذا طبعا لا يتفق مع التوجه السعودي”.
وأضاف أن “مناصرة أردوغان للإخوان في المنطقة ما زالت تشكل عائقا أمام هذا التوجه، وهو موقف لا يخدم حتى تركيا نفسها التي ستجد نفسها وجها لوجه مع إيران التي سيطرت على سورية تقريبا بالكامل والعراق، وهذا هو ما سيدفع بتركيا إلى مراجعة حساباتها”.
وقلل الزلفة من أهمية الحديث عن تقارب بين السعودية والإخوان، معتبرا أن بلاده “هي زعيمة السنة في العالم، والإخوان هم تيار من التيارات الموجودة، السعودية تقف مع كافة العرب والسنة أينما وجدوا لكنها تقف ضد نظرية المرشد كما تقف ضد نظرية ولاية الفقيه، وهي ترى أن الطرفين يعبثان بالعالم العربي”، على حد تعبيره.
واعتبر أن “الإخوان فشلوا ولم يتبق لهم إلا أردوغان وبعض وسائل الإعلام في قطر، ولذلك فالحديث الآن منصب حول التفاهم مع أردوغان، أما المراهنون على مصالحة سعودية مع الإخوان فهو واهم”.
وعما إذا كان من الوارد أن تستعين السعودية بالإخوان في مواجهة النفوذ الإيراني، قال الزلفة: “الحوثيون ونصر الله والشيعة في العراق لا يخيفون السعودية، لأن المملكة تعرف حقيقتهم وحقيقة من يدعمهم، أما الإخوان فهم خطر من الداخل، ولذلك لا أعتقد أن التقارب معهم وارد في السعودية”، على حد قوله.
يشار أن الإعلام الإماراتي كثيرا ما يلجأ للزلفة للحصول على تصريحات مؤيدة لسياسة دولة الإمارات وتوجهاتها وكان بدوره دائم الثناء والتأييد لسياساتها.