أحدث الأخبار
  • 02:03 . التربية: إلغاء امتحانات الفصل الثاني وتطبيق منهج الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 02:03 . الكرملين: بوتين أطلع ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ترامب... المزيد
  • 02:02 . مقتل 27 على الأقل في هجوم على مسجد أثناء صلاة الفجر شمالي نيجيريا... المزيد
  • 10:09 . لجنة برلمانية بريطانية: أبوظبي تمارس قمعًا عابرًا للحدود وانتهاكًا لسيادة المملكة المتحدة... المزيد
  • 10:08 . "إسرائيل" تصادق على خطط احتلال غزة وتستدعي عشرات الآلاف من جنود الاحتياط... المزيد
  • 10:07 . برعاية أمريكية.. الكشف عن مباحثات "سورية ـ إسرائيلية" في باريس لخفض التصعيد بجنوب سوريا... المزيد
  • 05:42 . ترامب يعلن عن ترتيبات للقاء بين بوتين وزيلينسكي... المزيد
  • 05:37 . بوركينا فاسو تعلن منسقة الأمم المتحدة شخصا غير مرغوب فيه... المزيد
  • 05:35 . عشرات الشهداء بينهم 5 أطفال في هجمات إسرائيلية على غزة منذ الفجر... المزيد
  • 11:55 . زعيم كوريا الشمالية يدعو لتسريع التسلح النووي لبلاده... المزيد
  • 11:55 . سفارة الإمارات في اليمن تحذر من مكالمات مشبوهة تنتحل "هويات دبلوماسية "... المزيد
  • 11:48 . تقرير: تواجد الإمارات في أفريقيا "سرطان يمكن علاجه"... المزيد
  • 11:26 . 16 شاحنة مساعدات إماراتية تعبر إلى غزة عبر معبر رفح... المزيد
  • 11:25 . إلزام معلمي المدارس الخاصة في أبوظبي بتقديم شهادة الحالة الجنائية... المزيد
  • 11:24 . إغلاق إداري لـ "ملحمة بوحه" في أبوظبي بسبب مخالفات غذائية... المزيد
  • 11:16 . "جهود عبثية".. السودان يرفض انخراط الإمارات في عملية إنهاء الحرب... المزيد

في مسألة أن فلاناً (أصله يهودي)!

الكـاتب : زياد الدريس
تاريخ الخبر: 25-02-2015

كان مصطفى كمال أتاتورك هو الشخصية الأولى التي تعرّفت من خلالها على فكرة (الأصل اليهودي) للأشرار أو، في شكل أدقّ، للأشخاص الذين لا نحبهم أو نريد أن نشوّههم. ثمّ لسبب ما مفاجئ تم وضع المصلح جمال الدين الأفغاني في القائمة المشبوهة.

بدأت القائمة تتوسع شيئاً فشيئاً، بعد أن لقيتْ مفعولاً مؤثراً في المجتمع العربي. ثم انبعجت القائمة وفقدت الفكرة هيبتها بعد أن أصبحت مقولة: «فلان أصله يهودي» هي تهمة من لا تهمة له، كما أنها خلطت أخياراً بأشرار. فالداعية الإسلامي حسن البنا أصله يهودي والزعيم القومي جمال عبدالناصر كذلك وصدام حسين لا يخلو نسبه من عرق يهودي والقذافي تبيّن أن أسرته من أصول يهودية والرئيس الإيراني المتشدد أحمدي نجاد ينحدر من يهود أصفهان والسيسي أمه يهودية. وقائمة طويلة تشمل، إلى جانب السياسيين، دعاة ومثقفين وفنانين وتجاراً ورجال أعمال طبعاً، وقد كان زعيم الحوثيين في اليمن هو أحدث من تم إدراجه في قائمة ذوي الأصول اليهودية.

حديثي هنا ليس عن نفي أو إثبات الأصول اليهودية لقوائم «المشتبه بهم» أو المغضوب عليهم من مشاهير العالم العربي أو الإسلامي، بل هو عن تأويل فكرة التعلق بتهمة الأصل اليهودي لتفسير المواقف الرافضة أو الكارهة لشخصٍ ما، فالاستسهال في توظيف هذه التهمة سيحيل إلى استنباطين:

الأول: أن كل ذي أصل يهودي لا بد أن يكون شريراً بطبعه.

الثاني: أن لا شر سيأتي ممن لا أصول يهودية له.

ولا شك في أن كلا الاستنباطين خاطئ ومناقض لمضامين العقل والنقل. فالنقل فيه استشهادات كثيرة يكفي منها قوله تعالى في القرآن الكريم: «ليسوا سواء» عند حديثه عن أهل الكتاب. أما العقل فإنه لا أحد من باحثي الإنثروبولوجيا / علم الإنسان قد وجد حتى الآن ما يثبت تفوّق الشر عند جنس بشري من دون آخر أو بالعكس في شأن الخير.

لا أحد يمكنه أن ينكر أو ينفي من تاريخ البشرية فكرة الانتحال الديني أو العرقي لأغراض جاسوسية مشبوهة أو تخريبية واضحة، لكن التعلّق الدائم بقشّة الأصول المنتحَلة سيضفي على المجتمع المهزوم طابعاً طهورياً في أبنائه وأعضائه، كأنهم اكتسبوا البراءة والنزاهة من أصولهم العرقية بالضرورة، وأن من سِواهم من الأصول الأخرى لا يرقى إلى هذه المكانة من الطهورية والنقاء.

لن ننسى شخصيات بارزة في التاريخ العربي والإسلامي تنحدر من أعرق الأسر والبيوتات العربية الفاخرة، ورغم هذا فقد أساءت إلى العروبة وحاربت الإسلام كما لم يفعل يهود أصليون أو أنصاف يهود.

بقي أن أقول شيئاً قد يبدو ناقضاً للمقالة كلها (!)، هو أن نزعة البحث عن الأصل اليهودي للأشخاص غير المرغوب فيهم في المجتمع ليست حكراً على المجتمع العربي فقط، وإن كانت أكثر استخداماً عند العرب منها عند الغرب الذي يتعاطاها أيضاً، ولكن مع حذر وتريّث يكفي لتقليص القائمة!