أحدث الأخبار
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد
  • 06:35 . "معرفة دبي" تعلق عمليات التقييم والرقابة بالمدارس الخاصة للعام الدراسي القادم... المزيد
  • 12:26 . الاتحاد الأوروبي يبحث مواصلة تعليق عقوبات على سوريا... المزيد
  • 12:19 . الجابر لترامب: الإمارات سترفع استثمارات الطاقة بأميركا إلى 440 مليار دولار بحلول 2035... المزيد
  • 11:12 . نيابة عن رئيس الدولة.. منصور بن زايد يرأس وفد الإمارات إلى القمة العربية في العراق... المزيد
  • 11:09 . سبع دول أوروبية تطالب الاحتلال بوقف حرب الإبادة في غزة وإنهاء الحصار.. وحماس تشيد... المزيد
  • 11:05 . إصابة شرطي إسرائيلي في عملية طعن بالقدس المحتلة... المزيد
  • 11:03 . حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" تغادر الشرق الأوسط بعد الاتفاق مع الحوثيين... المزيد
  • 09:45 . الاحتلال الإسرائيلي يشن سلسلة غارات على موانئ يمنية خاضعة لسيطرة الحوثيين... المزيد
  • 09:02 . مفاوضات إسطنبول.. اتفاق أوكراني روسي على تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار... المزيد
  • 08:54 . استشهاد 93 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر الجمعة... المزيد
  • 08:53 . متجاهلا الإبادة اليومية.. عبد الله بن زايد يدعو لإطلاق سراح أسرى الاحتلال وإيجاد بديل لحكم حماس... المزيد
  • 07:37 . دمشق تختار الإمارات وألمانيا لطباعة عملتها الجديدة بعد تحسن العلاقات وتخفيف العقوبات... المزيد
  • 07:28 . بعد رفع العقوبات الأمريكية.. موانئ دبي تضخ 2.9 مليار درهم في ميناء طرطوس السوري... المزيد
  • 07:17 . الإمارات والولايات المتحدة تعززان التعاون في مجال التكنولوجيا المتقدمة... المزيد

في مسألة أن فلاناً (أصله يهودي)!

الكـاتب : زياد الدريس
تاريخ الخبر: 25-02-2015

كان مصطفى كمال أتاتورك هو الشخصية الأولى التي تعرّفت من خلالها على فكرة (الأصل اليهودي) للأشرار أو، في شكل أدقّ، للأشخاص الذين لا نحبهم أو نريد أن نشوّههم. ثمّ لسبب ما مفاجئ تم وضع المصلح جمال الدين الأفغاني في القائمة المشبوهة.

بدأت القائمة تتوسع شيئاً فشيئاً، بعد أن لقيتْ مفعولاً مؤثراً في المجتمع العربي. ثم انبعجت القائمة وفقدت الفكرة هيبتها بعد أن أصبحت مقولة: «فلان أصله يهودي» هي تهمة من لا تهمة له، كما أنها خلطت أخياراً بأشرار. فالداعية الإسلامي حسن البنا أصله يهودي والزعيم القومي جمال عبدالناصر كذلك وصدام حسين لا يخلو نسبه من عرق يهودي والقذافي تبيّن أن أسرته من أصول يهودية والرئيس الإيراني المتشدد أحمدي نجاد ينحدر من يهود أصفهان والسيسي أمه يهودية. وقائمة طويلة تشمل، إلى جانب السياسيين، دعاة ومثقفين وفنانين وتجاراً ورجال أعمال طبعاً، وقد كان زعيم الحوثيين في اليمن هو أحدث من تم إدراجه في قائمة ذوي الأصول اليهودية.

حديثي هنا ليس عن نفي أو إثبات الأصول اليهودية لقوائم «المشتبه بهم» أو المغضوب عليهم من مشاهير العالم العربي أو الإسلامي، بل هو عن تأويل فكرة التعلق بتهمة الأصل اليهودي لتفسير المواقف الرافضة أو الكارهة لشخصٍ ما، فالاستسهال في توظيف هذه التهمة سيحيل إلى استنباطين:

الأول: أن كل ذي أصل يهودي لا بد أن يكون شريراً بطبعه.

الثاني: أن لا شر سيأتي ممن لا أصول يهودية له.

ولا شك في أن كلا الاستنباطين خاطئ ومناقض لمضامين العقل والنقل. فالنقل فيه استشهادات كثيرة يكفي منها قوله تعالى في القرآن الكريم: «ليسوا سواء» عند حديثه عن أهل الكتاب. أما العقل فإنه لا أحد من باحثي الإنثروبولوجيا / علم الإنسان قد وجد حتى الآن ما يثبت تفوّق الشر عند جنس بشري من دون آخر أو بالعكس في شأن الخير.

لا أحد يمكنه أن ينكر أو ينفي من تاريخ البشرية فكرة الانتحال الديني أو العرقي لأغراض جاسوسية مشبوهة أو تخريبية واضحة، لكن التعلّق الدائم بقشّة الأصول المنتحَلة سيضفي على المجتمع المهزوم طابعاً طهورياً في أبنائه وأعضائه، كأنهم اكتسبوا البراءة والنزاهة من أصولهم العرقية بالضرورة، وأن من سِواهم من الأصول الأخرى لا يرقى إلى هذه المكانة من الطهورية والنقاء.

لن ننسى شخصيات بارزة في التاريخ العربي والإسلامي تنحدر من أعرق الأسر والبيوتات العربية الفاخرة، ورغم هذا فقد أساءت إلى العروبة وحاربت الإسلام كما لم يفعل يهود أصليون أو أنصاف يهود.

بقي أن أقول شيئاً قد يبدو ناقضاً للمقالة كلها (!)، هو أن نزعة البحث عن الأصل اليهودي للأشخاص غير المرغوب فيهم في المجتمع ليست حكراً على المجتمع العربي فقط، وإن كانت أكثر استخداماً عند العرب منها عند الغرب الذي يتعاطاها أيضاً، ولكن مع حذر وتريّث يكفي لتقليص القائمة!