"مصر التي ظلت طيلة عقود مضت نموذجًا للعالم العربي، فقدت في الوقت الحالي عباءة القيادة العربية" .. بتلك الكلمات علقت صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) على الوضع بمصر في افتتاحياتها التي جاءت تحت عنوان (النموذج المثالي للديمقراطية العربية الحديثة).
وتحدثت الصحيفة عن الحكومة التونسية الجديدة التي تتضمن أحزابًا إسلامية وأخرى مناهضة للإسلاميين، قائلة إنه "على الرغم من الاضطرابات في العالم العربي فإن النموذج التونسي من التعددية المتسامحة يجب أن يكون القدوة في المنطقة".
واضافت "إن المنطقة تحتاج لأن تقتدي بالنموذج التونسي بشكل أكبر من أن تُدار الدول من خلال نظام يديره الجيش أو نظام ملكي غير متسامح مثل المملكة العربية السعودية، وتونس الدولة الواقعة شمال القارة الإفريقية مهد ثورات الربيع، هي أول دولة تستفيد من قيام ثورتها في إنهاء القمع.
وتابعت "في ديسمبر الماضي، انتخب تونس رئيسًا جديدًا وهو الباجي قائد السبسي، وفقا لدستور ديمقراطي جديد وأمس الخميس صوت البرلمان لصالح الحكومة الائتلافية الجديدة التي تشمل خمسة أحزاب بينهم حركة النهضة الإسلامية، فضلا عن أنها أجرت انتخابات فاز خلالها حزب نداء تونس المناهض للإسلاميين ب 86 من مقاعد البرلمان فيما حصلت النهضة على 69".
وأكدت "على الرغم من أن تونس لا يزال لديها الكثير من المشكلات مثل ارتفاع معدل البطالة، فإن ذلك الاستعراض للتسوية السياسية والديمقراطية تضع نموذجا يُحتذى به في المنطقة، وبالرغم من صعوبة إفساح المجال للإسلاميين والعلمانيين على طاولة
الحكم في بلد مسلمة، فإن تونس استطاعت أن تصل لطريقة لتحقيق ذلك.
واختتمت بالقول "الحزب الإسلامي في مصر، "الإخوان المسلمين"، فشل في تشكيل حكومة تشمل داخلها العديد من غير الإسلاميين خلال فترة حكمها القصير، والآن فإن الجيش المناهض للإسلاميين ويحكم مصر، يقوم بإسقاط قادة الإخوان المسلمين ويستهدفهم، لذا يمكننا القول إن مصر التي ظلت طيلة عقود مضت نموذجًا للعالم العربي، لكنها فقدت عباءة القيادة".