الغارديان: كيف حاول "داعش" دق إسفين بين الملك والعشائر الأردنية؟
لندن
– الإمارات 71
تاريخ الخبر:
05-02-2015
قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، في تعليقها على مقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة، إن هدف الدولة الإسلامية كان دق إسفين بين العائلة الهاشمية الحاكمة والقبائل الداعمة لها.
وفي افتتاحيتها تقول الصحيفة: "الإرهاب سلاح ذو حدين، فقد يستفز العدو أو يضعفه، وفي المقابل قد يعبر عن صموده، وبعيدا عن الجانب الأخلاقي، فالسؤال الذي يطرحه مقتل الملازم أول الطيار معاذ الكساسبة، هو إن كانت لدى الدولة الإسلامية استراتيجية متماسكة في الشرق الأوسط أم لا. فالوحشية لا تعد استراتيجية والقتل ليس سياسة".
وتضيف "فكر لو أظهرت الدولة الإسلامية نوعا من العفو مع الأردن بعد مقتل طيارها، وأبقت على حياته، مظهرة استعدادا حقيقيا وليس مزيفا، كما هو واضح الآن، لمبادلته بواحد أو أكثر من أفرادهم الذين هم في يد الأردنيين. لكان أثر هذا الفعل مثيرا للإعجاب على الرأي العام الأردني، الذي يتعاطف قليلا مع أهداف الدولة وأحيانا مع وسائلها، ويعتقد الأردنيون أن المشاركة في التحالف الدولي ضد الدولة الإسلامية محفوف بالمخاطر. بعبارة أخرى لو أظهرت الدولة نوعا من الصفح لأدى ذلك إلى تراجع التزام الأردن بالقتال، عوضا عن الانتقام الذي مارسته الدولة".
وترى الصحيفة أن لدى الأردن ملمحا من الضعف "ففيه تيار جهادي واضح، كونه البلد الثالث الذي شارك منه متطوعون للقتال في صفوف الدولة الإسلامية. وخلف حالة الاستقرار التي يعيشها هناك مشاكل اجتماعية كبيرة، مثل البطالة والتهميش، التي وصلت إلى المناطق والقبائل التي تحظى بمميزات، وظلت تقليديا موالية للعائلة المالكة، وتعد الحوض الذي يأتي منه الجنود للقوات الأردنية المسلحة".
وتشير "الغارديان" إلى أن "الأردن، ولأسباب حقيقية، يعد هدفا رئيسيا للدولة الإسلامية، وهذا مرده المخابرات الأردنية، التي تعد رصيدا ثمينا للتحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة".
وتبين الافتتاحية أن "المخابرات الأردنية، التي تلقى مساعدة من الأردنيين في العراق وسوريا، كانت في المقدمة من ناحية جمع المعلومات الاستخباراتية من داخل مناطق الدولة الإسلامية. فقد كان الأردنيون، كما يعتقد، هم من قدم المعلومات الأمنية عن تحركات أبي مصعب الزرقاوي، التي ساعدت الأمريكيين على قتله في عام 2006، ويقدم الأردن معسكرات تسهل تدريب المعارضة السورية غير الجهادية".
وتجد الصحيفة أنه "لهذا فقد كان أسر الملازم أول الطيار الكساسبة الفرصة التي انتظرتها الدولة، من أجل التأثير على الانقسام الداخلي في الأردن".
وتوضح الافتتاحية أنه "عندما وصل الهاشميون إلى الأردن من الحجاز في العشرينيات من القرن الماضي تلقوا الدعم الأكبر من الجماعات القبلية، التي رافقتهم في رحلتهم من هناك، وأصبح الدعم هذا حيويا بعد خسارة الضفة الغربية، حيث حضر رعايا جدد تعاملوا مع المملكة من خلال المصلحة الذاتية، ولهذا تعد أي حالة سخط بين القبائل مصدر إزعاج للملك عبدالله".
وتعتقد الصحيفة أن "إعدام الأردن للجهاديين العراقيين انتقاما أمر مستنكر، مع أن الجهاديين مذنبان ومتهمان بجرائم مروعة، وقد تم رفع القرار عن تنفيذ أحكام الإعدام من فترة قريبة، ولكنه مع ذلك يعد عودة للعدالة العقابية".
وتختم "الغارديان" افتتاحيتها بالقول "إن الاستقبال الشعبي، الذي حظي به الملك بعد عودته من واشنطن، يدل على أن الغضب من قتل الطيار، على الأقل في اللحظة الحالية، يتفوق على النقد للحكومة؛ لأنها وضعت الكساسبة في وضع عرضه للخطر".