أدان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إحراق "تنظيم الدولة" للطيار الأردني الأسير معاذ الكساسبة، واتهم التنظيم بالتشدد والإنحراف عن تعاليم الدين الإسلامي الصحيح.
واعتبر الاتحاد في بيان صحفي صدر عنه اليوم الأربعاء (4|2)، أن "تصرفات "داعش" تسيء إلى إسلام الرحمة للعالمين، ولا تخدم سوى أعداء الإسلام". وأكد أن السنة الصحيحة، أنه "لا يعذب بالنار إلا رب النار". وقدم الاتحاد عزاءه إلى الشعب الأردني وملكه وحكومته وقبيلة الكساسبة.
وأشار الاتحاد إلى أنه تلقى نبأ قيام ما يسمى بتنظيم الدولة "داعش" بإحراق الطيار الأردني الأسير لديهم معاذ الكساسبة حتى الموت، بقلق وأسى بالغين. ورأى أن"داعش يستمر في السير على نهج متطرف وغريب على الأمة الإسلامية، والإسلام من جرائمهم براء، وهم يقومون بإحياء سنة كنسية كانت في القرون الوسطى ضد المخالفين ولتنصير الأندلسيين، وكل ذلك مدان، ومحرّم في ديننا الحنيف".
وأكد الاتحاد "أن إحراق الطيار معاذ الكساسبة، لا يبرره كونه محاربا لهم، حيث إن له حقوق الأسير وفق الشرع والقوانين والأعراف، إضافة إلى تجاهلهم لقواعد الاجتهاد وفقه المآلات، وإلى أحاديث نبوية شريفة صحيحة (إنما يعذب بالنار رب النار) وفي حديث آخر (وأن النار لا يعذب بها إلا الله) والعديد من الأحاديث وآراء الأئمة والفقهاء والمجتهدين عبر العصور".
وشدد على "ضرورة عرض مثل هذه الأمور على علماء الأمة للنظر فيها في ضوء معطيات العصر واختلاف المواقف والأزمنة عن فتاوى قد تكون صدرت في عصور معينة ولأسباب معينة وبضوابط أو قيود معينة، إلى غير ذلك من قواعد الاجتهاد والاستنباط وفق المعايير الشرعية".
ودعا الاتحاد علماء الأمة الإسلامية إلى الوقوف وقفة جادة في وجه هذا "الفكر المتطرف والمتشدد والمنحرف"، وتبيان الحق للناس، وكشف هذا "الشذوذ الفكري والمنهجي"، والتصدي لمثل هذه التنظيمات التي تشوه وتسيء للدين الإسلامي وصورته أمام العالم أجمع، كما قال البيان.