سلسلة من الهجمات المتزامنة استهدفت منشآت أمنية في سيناء أسفرت عن مقتل 26 شخصا ليل الخميس، مما يثير مخاوف من فشل حملة الحكومة المصرية، التي تضمنت هدم منازل وحظر التجوال واعتقالات كاسحة، في تضييق الخناق على التمرد هناك الذي لا يزال في مهده.
هكذا استهلت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا نشرته اليوم تناولت فيه ما شهدته الليلة الماضية من هجمات في مدينة العريش، مشيرة إلى أن هذه الموجة من التفجيرات تعد أول الانفجارات الهائلة للعنف منذ أن أعلنت جماعة أنصار بيت المقدس مبايعتها لتنظيم ما يطلق على نفسه اسم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا باسم "داعش" في نوفمبر الماضي.
ورجح التقرير أن يكون دافع "أنصار بيت المقدس" وراء تنفيذ هذه الهجمات، التي أعلنت مسئوليتها عنها، إما امتثالا لنصيحة من داعش، أو ربما سعيا منها وراء هجوم مذهل للترويج لنفسها.
وانتقل التقرير للإشارة إلى أن المتشددين الإسلاميين وجدوا مرتعا في شبه جزيرة سيناء الوعر نتيجة ضعف حكم الدولة هناك، حيث استفادوا من تهميش جهاز الشرطة واستيائه المتزايد.
ولفت إلى أنه منذ إطاحة الجيش بالرئيس الأسبق محمد مرسي، أصبحت سيناء مركزا لشن الهجمات على قوات الأمن، وهو ما بات أكبر تحد للرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي رأى أن الحل الأمثل لمواجهة هذا التحدي هو أن يحتل الجيش المنطقة بشكل عملي، ودمرت مروحيات منازا ومنشآت للعتقاد في أن المتشددين يلوذون بها.
وأضاف أنه بعد أن تعرض الجيش لحرج في الرابع والعشرين من أكتوبر الماضي، بدأت عمليات إخلاء قسري للمنازل، وتم تدمير أكثر من ثمانية آلاف منزل خلال ما يقرب من كيلومتر من الحدود مع قطاع غزة وإسرائيل، علاوة على تدمير الأنفاق المارة تحت الحدود المصرية مع غزة.
لكن ومع ذلك، وفق الصحيفة، يوضح مستوى هجمات الليلة الماضية أن المتشددين لديهم القدرة الكافية للعمل رغم القمع.