قالت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الأمريكية، إن فروع تنظيم «داعش» باتت تتوسع في سيناء، حيث يقود الجيش المصري معارك ضد الإرهاب الدموي في شبه الجزيرة، مضيفة أنه بات من الصعب التفريق بين مقاطع الفيديو التي يعرضها التنظيم من سيناء، عن تلك التي يصورها في سوريا أو العراق.
ورأت الصحيفة، في تقرير مطول، نشرته الأربعاء، أن وجود التنظيم، الذي قالت إنه يتبنى أيديولوجية الإبادة الجماعية، في مصر يمثل «اختبارًا حاسمًا» لمدى قدرته على الوصول إلى خارج حدود العراق وسوريا، ناقلة عن دبلوماسيين ومسؤولين أمنيين قولهم إنه في حين أن الجماعات الإرهابية في سيناء تعمل بشكل مستقل، فهي تملك صلات وثيقة، على نحو متزايد، مع قيادة «داعش» في سوريا، بما في ذلك حصولها على التمويل، والخبرات منه من خلال سفر الجهاديين إلى دمشق.
واعتبرت الصحيفة أن سيناء هي الفرع الأخطر لـ«داعش» حتى الآن، حيث خلفت العمليات الإرهابية بها إصابات خطيرة في الجيش المصري، ما يمكن أن يُنظر إليه باعتباره سيكون «تمردًا إرهابيًا ممتدًا، ويزداد ضراوة مع الوقت».
وأشارت الصحيفة إلى أن أهل سيناء لديهم تاريخ طويل من المظالم، كما هو الحال في المناطق الأخرى التي ظهر فيها «داعش» ووجد الدعم، موضحة أن شبه الجزيرة تعد منفصلة ثقافيًا عن بقية مصر، حيث لدى أهلها أعراف وروابط تاريخية مرتبطة بقبائل البدو العربية من السعودية والأردن، ناقلة عن محللين أمنيين قولهم إن «استياء أهل سيناء من عدم التنمية، والتدابير الأمنية القاسية حوَل الجزء الشمالي من سيناء، على وجه الخصوص، إلى أرض خصبة لمتشددي داعش».
كما نقلت عن دبلوماسيين غربيين، لم تسمهم، قولهم إن فكرة عدم حدوث عنف على نطاق واسع خارج سيناء تكشف أن تنظيم «داعش» يشكل، على الأقل في الوقت الراهن، تحديًا داخليًا في شبه الجزيرة فقط لحكومة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
ونقلت عن اللواء متقاعد، سامح سيف اليزل، قوله إن العمليات العسكرية الأخيرة في سيناء، إلى جانب إقامة المنطقة العازلة على طول الشريط الحدودي في رفح، أدى إلى تحسن الوضع الأمني هناك بشكل كبير. وأضاف «سنرى بعض المشاكل لبعض الوقت، ولكن شبه الجزيرة باتت أكثر استقرارًا من ذي قبل، ففي الوقت الراهن يخضع كل سنتيمتر فيها لسيطرة الجيش».