أحدث الأخبار
  • 06:44 . الرحلة الأخيرة لزعيمة المعارضة البيلاروسية.. كيف أصبحت الإمارات ممراً للاختطاف السياسي؟... المزيد
  • 12:02 . في جريمة جديدة.. الولايات المتحدة تمنع التأشيرات الإنسانية الطبية على أبناء غزة... المزيد
  • 11:58 . الكويت.. القبض على 67 متهما بصناعة الخمور عقب وفاة 23 شخصاً... المزيد
  • 11:50 . بدء دوام المدرسين والإداريين في الإمارات اليوم.. والطلاب من الأسبوع القادم... المزيد
  • 11:44 . 16 شهيداً بنيران جيش الاحتلال في غزة اليوم... المزيد
  • 11:35 . اليمن.. قصف إسرائيلي يستهدف محطة كهرباء بصنعاء... المزيد
  • 01:28 . سفير الاحتلال لدى أبوظبي يواصل إغضاب المسؤولين الإماراتيين... المزيد
  • 08:10 . تعليقاً على لقاء ترامب وبوتين.. قرقاش: للإمارات دور محوري بين روسيا وأوكرانيا... المزيد
  • 05:55 . البديوي يبحث مع نائب وزير خارجية التشيك التعاون الثنائي ومستجدات المنطقة... المزيد
  • 11:55 . "رويترز": جنوب السودان يناقش مع الاحتلال الإسرائيلي تهجير فلسطينيين إلى أراضيه... المزيد
  • 11:50 . 178 يوماً للتمدرس في العام الدراسي الجديد... المزيد
  • 11:18 . إيران: مقتل عنصر أمني في اشتباك مع مسلحين جنوب شرقي البلاد... المزيد
  • 11:18 . قمة ترامب وبوتين في ألاسكا تنتهي دون التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا... المزيد
  • 11:16 . باكستان.. مقتل أكثر من 200 شخصًا جراء فيضانات وسيول مفاجئة... المزيد
  • 11:15 . إصابة شخصين في إطلاق نار قرب مسجد بالسويد... المزيد
  • 08:42 . مرتزقة كولومبيون في حرب السودان.. خيوط تمويل إماراتية تثير عاصفة سياسية وقانونية دولية... المزيد

مفاتيح العقول المقفلة

الكـاتب : أحمد أميري
تاريخ الخبر: 22-01-2015

لا أذكر أين قرأت أن لكل مدينة كلمة سر، وكل ما يحدث فيها يدور حول تلك الكلمة المفتاحية، كأن تكون كلمة السر في نيويورك مثلاً هي المال، وكلمة بيروت هي السياحة، ويبدو لي أن للإنسان كلمات مفتاحية يدور في فلكها، وليس مجرد كلمة واحدة، إذ يظل الإنسان أكثر تعقيداً من مدينة يمكن فهم ما يدور بداخلها بكلمة مفتاحية.

ولنفترض أن أحدهم يحتفظ في رأسه بمقولة «كلام جرايد» مثلاً، فإنه غالباً ما يستخف بما تنشره الصحف أو يشكك فيه، ويؤثر هذا في رؤيته لأخبار ومقالات الصحف، ولقيمة الصحافة، ولدور الصحفيين، فوراء كل مقولة سلسلة من المفاهيم، وكل مقولة تدفع صاحبها إلى اتخاذ مواقف معينة. كما نستطيع توقع رأي من يردد في داخله مقولة «المرأة نصف المجتمع» في مسألة مشاركة المرأة في الفضاء العام، ويمكن أن نعرف تقييمه للأخبار المغلوطة إذا كان أسيراً لمقولة «لا دخان من دون نار». ومن يردد في خاطره مقولة «لحوم العلماء مسمومة»، فهو غالباً ما يحصر وصف العلماء بمشايخ الدين، وربما يعتبر «آينشتاين» مجرد رجل ذكي توصل لمجموعة من المعادلات، كما أنه يختزل العلم في العلوم الشرعية، وهو غالباً ما يرفض توجيه، أي نقد لأقوال من يتصور أن لحومهم مسمومة، ولا يجرؤ على محاكمة ما يسمعه منهم، على الأقل بينه وبين نفسه.

ومثل هذا يحدث مع مقولة «ملّة الكفر واحدة»، وهي من الثوابت الوهمية كما وصفها المفكر الإسلامي الراحل زين العابدين الركابي في مقالة له، استعرض فيها أدلة قرآنية وعملية عديدة تفرق بين غير المسلمين ولا تحشرهم جميعاً في زاوية واحدة. لكن الذي يستحضر تلك المقولة كلما رأى خريطة العالم أو طالع نشرة الأخبار، فقد يضع السويد وإسرائيل في خندق واحد، وربما لا يختلف في نظره قرار منع بناء مأذنة في بلد أوروبي، من حيث الدافع وراء القرار، عن إبادة الأقلية المسلمة في ميانمار مثلاً، ناهيكم عن صعوبة تقبّله بعض الآراء التي تعرّف الكفر بغير التعريف الشائع بين الناس. وكل هذه الأفكار التي تقف وراء تلك المقولة، تنعكس بالبداهة على تصرفاته.

العبارات المفتاحية هي المدخل إلى طريقة تفكيرنا ورؤيتنا للأمور من حولنا، وكلما كانت المقولة أقل صواباً أدت إلى نتائج أكثر خراباً، إذ كما يقال: أقوالنا هي أفكارنا، وأفكارنا هي أفعالنا. وبطبيعة الحال، هناك عبارات أو مقولات إيجابية، وحيوية، وعقلانية، وتدعو للتفاؤل، أو تحث على الخير، أو تشحذ الهمة، أو تعلي من شأن العمل، مثلما هناك عبارات على العكس من ذلك، ولها مفعول عكسي ومدمر.

ومن المهم، في خضم هذا الخراب الفكري الذي يعم هذه المنطقة، والعقول المقفلة بمفاتيح ما أنزل الله بها من سلطان، أن نعرض أقوالنا وعباراتنا المفتاحية على طاولة السؤال والمحاكمة، لتنصرف عن رؤوسنا كل مقولة غير صحيحة، وتنصرف معها المفاهيم التي تقوم عليها.