قال شهود عيان بان تحركات لأسلحة ثقيلة ودبابات بجوار دار الرئاسة ومعسكر السواد وجبل عصر المطل على العاصمة اليمنية صنعاء ومعسكر القوات الخاصة تجري في هذه اللحظات.
وجاء ذلك عقب تأكيد خدمة إخبارية تابعة للحوثيين، تفيد أن قوات حرس الرئاسة اليمنية نشر عدداً من الكتائب في شوارع رئيسية وسط العاصمة اليمنية صنعاء.
وذكرت خدمة "نبض المسار موبايل" في خبر عاجل لها مساء اليوم، أن الرئيس هادي نشر كتائب من قوات الحماية الرئاسية ببعض شوارع صنعاء بعد تعبئتها على التصادم مع المواطنين واللجان الشعبية على خلفية رفض الشعب لمشروع الأقلمة حسب تعبير الخبر.
وأتبعت الخدمة الخبر العاجل بخبر آخر عن "تحركات سياسية وعسكرية مدفوعة من السعودية وأميركا لتحريك الجيش لاستهداف عناصر جماعة الحوثي المسلحة -اللجان الشعبية".
وفي سياق متصل ذكرت قناة العربية أن تعزيزات عسكرية من محافظتي عمران وصعدة، شمال اليمن، وصلت إلى صنعاء في ضوء تفاقم الأزمة بين الحوثيين وبين الرئاسة والحكومة اليمنية.
ونقلت القناة عن شهود عيان في محافظة عمران شمال العاصمة صنعاء أن أعداداً كبيرة من المسلحين والعربات العسكرية شوهدت وهي متجهة إلى صنعاء قادمة من صعدة وعمران.
وكان موقع "مندب برس" اليمني قد نقل عن شهود عيان في صنعاء أن أعداداً كبيرة من مسلحي الحوثي ينتشرون في شوارع رئيسية عدة وفي أحياء بالعاصمة.
واستولى الحوثيون على معدات عسكرية ثقيلة تابعة للجيش اليمني اثناء مهاجمتهم لعدة معسكرات في عمران وصنعاء العام الماضي.
وفي سياق آخر قال مصدر يمني إن أربعين موظفاً أجنبيا في قطاع الغاز تم إجلاؤهم الأحد عن اليمن، كما أوقفت شركات للنفط والغاز جنوبي البلاد أعمالها للضغط على جماعة الحوثي ودفعها للإفراج عن أحمد عوض بن مبارك مدير مكتب الرئيس اليمني المختطف.
المصدر اليمني أكدت لـ"الجزيرة نت" أن أربعين موظفاً أجنبيا في الشركة اليمنية للغاز المسال العاملة في شبوة (جنوب) غادروا البلاد مساء الأحد، وذلك بعد إعلان الشركات العاملة في مجالي النفط والغاز جنوب اليمن إيقاف أعمالها تجاوباً مع القوى المحلية التي طالبتها بتعليق أعمالها احتجاجاً على اختطاف جماعة الحوثي لبن مبارك.
وكان محافظ شبوة أحمد علي بلحاج قد حذّر من أن إنتاج النفط سيتوقف اعتبارا من منتصف هذه الليلة إذا لم يتم الإفراج عن بن مبارك المنحدر من نفس المنطقة.
وقال إن القرار يهدف إلى التعبير عن تضامن المحافظة مع بن مبارك الذي يعد ممثلا للجنوب في الحوار الوطني، كما حذّر من أن العمل في محطة بلحاف للغاز سيتوقف أيضا.
وتعتبر الشركة اليمنية للغاز المسال أكبر شركة لتسييل الغاز في اليمن، وهي تعمل بشراكة مع شركات أبرزها توتال الفرنسية إلى جانب شركات أميركية وكورية. كما تضم شبوة ثلاثة حقول نفطية وتنشط بها عشر شركات، وهي تنتج نحو خمسين ألف برميل يوميا مما يجعلها مركز الطاقة في اليمن ومصدر إنتاج الكهرباء.
في غضون ذلك استنكرت الحكومة اليمنية بشدة في بيان اختطاف جماعة الحوثيين لبن مبارك السبت. ووصف البيان العملية بأنها "عمل إجرامي لا يمكن تبريره أو قبوله".
وأكدت الحكومة على سرعة إطلاق سراح مدير مكتب الرئيس دون شروط أو قيود، وأمرت الأجهزة الأمنية المختصة بمتابعة المتورطين في هذا "الفعل الإجرامي لينالوا الجزاء العادل".
كما دعت كلَّ الأطراف والمكونات السياسية والمجتمعية إلى مراجعة مواقفها بما يراعي مصلحة الوطن والشعب بعيدا عن الحسابات الضيقة، مؤكدة أنها لن تتهرب من مواجهة التحديات والتعقيدات تحت أي ذريعة، حسب البيان.
وعقد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اجتماعا استثنائيا لمجلس الدفاع الوطني صباح الأحد لبحث كيفية حل الأزمة، ودعا الجيش وقوى الأمن إلى القيام بالمهام في صنعاء لتفادي جرها إلى الاقتتال، كما عقدت الحكومة اجتماعا برئاسة رئيسها خالد البحاح لبحث الأزمة.
وكان الحوثيون قد اختطفوا يوم السبت بن مبارك للضغط من أجل تغيير مشروع الدستور الذي تعترض فيه على إقامة يمن اتحادي مؤلف من ستة أقاليم.