عبر دبلوماسيون وباحثون إسرائيليون عن نبرة متصاعدة في أروقة السياسة الإسرائيلية تعتبر إسرائيل شريك رئيس في الحرب التي تشنها الدول العربية «المعتدلة» على «الإسلام السني المتطرف»، وترى في أنظمة ملكية وعسكرية حلفاء معتدلين يمكن الوثوق بهم.
وقال «تسفي مزال»، السفير الإسرائيلي الأسبق في القاهرة، إن إسرائيل أصبحت جزءا لا يتجزأ من الجبهة الإقليمية التي تتصدى للحركات الإسلامية السنية، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين والجماعات الجهادية. وأضاف «مزال»، الذي يعمل حاليا كباحث رئيس في «مركز يروشلايم لدراسة المجتمع والدولة» أن كلاً من إسرائيل ومصر ودول خليجية ترى في «الإسلام السني» خطرا يهدد مصالحها، ما جعل هناك مسوغا للتنسيق والتعاون فيما بينها في حرب لا هوادة فيها.
العداء لتركيا والحلف ضد الاخوان
واعتبر «مزال» أن الدور الإسرائيلي المساعد لمصر ودول الخليج ضد خطر التنظيمات السنية الإسلامية يصل لحد التنسيق والتعاون المكثف لكنه لا يظهر للعلن رغم فعاليته الكبيرة، وذكر أن عداء تركيا والإخوان قاسم مشترك أساسي، وكذلك تحجيم دور قطر الداعمة لحماس وللإسلاميين في ليبيا وسوريا.
وشدد على أن التدهور الاقتصادي يمثل أكبر تحدٍ يواجه نظام « السيسي»، مشيرا إلى أن مستوى الحياة في مصر تدهور بشكل كبير في عهده بعد تقليص الدعم للحكومي للسلع الرئيسة ؛ وعلى الرغم من أن «مزال» لا يخفي حماسه الشديد لحكم السيسي، إلا أنه يؤكد أنه يغامر من خلال تصديه لتجربة الحكم في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية.
وكان المحلل الفلسطيني المتابع للصحافة العبرية « صالح النعامي» قد أكد أن «إسرائيل» تعول على الأنظمة العربية في مواجهة ما أسمته بالإرهاب.
وقال «النعامي» على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «بعد أحداث باريس، أحصيت 55 مقالًا ودراسة إسرائيلية تحث الغرب على استهداف الجاليات الإسلامية، وضمان بقاء أنظمة "الاعتدال" العربية».
وأضاف إن دولة الاحتلال الإسرائيلي تبعث برسالة إلى الغرب مفادها، لا تدعموا الديمقراطية في العالم العربي، حافظوا على الأنظمة المعتدلة، فهو شرط للانتصار على «الإرهاب»، ونقل «النعامي» تصريح «نتنياهو» الذي قال فيه: «نحن والعرب المعتدلون والغرب موحدون في مواجهة الإسلام المتطرف من أجل إنقاذ البشرية».
وتشير التقارير الإسرائيلية أيضاً أن الخوف من إيران هو قاسم إسرائيلي خليجي مشترك أيضاً رغم أن الولايات المتحدة لا تشاطرهم هذا القلق .
أصدقاء إسرائيل في اليمن
بدوره، اعتبر الصحفي الإسرائيلي «آفي زخاروف»، المختص في الشؤون العربية، أن ميليشيات الحوثيين تُعد «حليف استراتيجي لإسرائيل فى الوقت الراهن فى مجال محاربة الإرهاب»، وأن الهجوم الأخير الذى شنه مسلحون على صحيفة «شارلي إيبدو» الساخرة فى باريس، هو «فرصة حقيقة لإيجاد حلفاء حقيقيين لإسرائيل فى محاربة تنظيم القاعدة فى اليمن.»
وذكر «آفي زخاروف» في لقاء له مع القناة الإسرائيلية الثانية، الإثنين، «أنه ينبغي فتح باب الحوار مع الدول العربية خاصة أن القاعدة هى عدونا المشترك ، فلنتحد في هذه المناسبة لنعمّق علاقاتنا المشتركة فى مجال محاربة الإرهاب».
وأشار إلى أن «إسرائيل تسعى لتعزيز التعاون والتحالف مع كل القوى فى المنطقة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية لإحلال السلام فى منطقة الشرق الأوسط»، بحسب زعمه.
وشدد الصحفى الاسرائيلي «آفي زخاروف» أن «الظروف الحالية هي فرصة لإيجاد الممثلين الحقيقيين لتحقيق الأمن و السلام فى منطقة الشرق الأوسط».
وكانت تقارير إسرائيلية أشارت لتحالف إقليمي بين إسرائيل ونظام الحكم العسكري المصري وحلفائهم الخليجيين لمواجهة الإسلاميين بشقيهم الجهادي والسياسي.