استكملت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية الأعمال الإنشائية لخرسانة قبّة مبنى احتواء المفاعل الخاص بالمحطة الأولى في موقع براكة.
وأعلنت المؤسسة أن الانتهاء من ذلك في الموعد المحدد حسب الجدول الزمني للمشروع إنجازاً مهماً آخر في مسيرة إنشاء أولى محطات الطاقة النووية السلمية في دولة الإمارات العربية المتحدة، فالقبّة تعتبر آخر عنصر من مبنى احتواء المفاعل الضخم والذي وصل ارتفاعه إلى أكثر من 70 متراً.
ويضم مبنى احتواء المفاعل في داخله المفاعل النووي، وهو واحد من الحواجز المهمة العديدة التي تضمن سلامة محطة الطاقة النووية، ويتسم المبنى بقوّة تصميمه ويتكون من جدران خرسانية شديدة السّماكة ومدعّمة بالحديد الصلب الثقيل، ولذلك يعدّ مبنى احتواء المفاعل أحد أقوى الهياكل الإنشائية في العالم. وهو مُصمم لحصر الإشعاع واحتوائه، حتى في أقسى الظروف.
وقد تجاوزت نسبة الإنجاز للمحطة الأولى وحدها 60% وهي على الدرب الصحيح لبدء العمليات التجارية في عام 2017 حسب الموافقات الرقابية والتنظيمية، على أن يبدأ تشغيل المحطة الثانية في 2018 تليها المحطة الثالثة في عام 2019 وتختتم في تشغيل المحطة الرابعة في عام 2020.
وفي هذا الصدد، أفاد المهندس محمد إبراهيم الحمادي، الرئيس التنفيذي للمؤسسة: نحن فخورون بأننا مستمرون في تحقيق أهم الإنجازات في المشروع على نحوٍ آمن تمامًا وحسب الجدول الزمني المحدد.
ووأوضح أن مبنى احتواء المفاعل هو عنصرٌ مهم لأمن المحطات وسلامتها، وعمل على بنائه آلاف من العمال الذين أظهروا التزامهم بأعلى معايير السلامة والجودة في جميع الأوقات والمراحل، ونحن على ثقة بأننا سنظل ملتزمين بتنفيذ مهمتنا في توفير طاقة نووية آمنة وفعالة وموثوقة وصديقة للبيئة لدولة الإمارات بحلول عام 2017.
وقد بدأت الأعمال الإنشائية لمبنى احتواء المفاعل ببناء الأساسات في شهر يوليو 2012، بعدها، بدأت عمليات تصنيع لوح البطانة المعدني الذي يمثّل السطح الأرضي والجدران الداخلية والسقف الداخلي للمبنى ثم جرت عمليات تثبيته على 19 مرحلة واستغرقت 10 أشهر. أما بالنسبة للقبة، استمرت عمليات الإنشاء فيها طوال الأشهر الخمسة الماضية وعلى تسعة مراحل، ويصل قطرها إلى 51.4 متراً ويبلغ ارتفاعها 24 متراً وتزن نحو 9000 طن متري.
وستتمثل المرحلة المقبلة من الأعمال في تركيب نظام الشد التالي لتثبيت الهياكل الخرسانية وبعدها من المُقرر إجراء اختبار سلامة الهياكل والإنشاءات وسيستغرق ذلك ثلاثة أشهر.
وقد أعلنت المؤسسة عن بدئها بصب خرسانة السلامة للمحطة الثالثة في سبتمبر 2014 وذلك بعد حصولها على رخصة الإنشاء للمحطتين الثالثة والرابعة من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، واستغرقت عملية المراجعة الصارمة لطلب الرخصة نحو 18 شهراً وأُجريت بواسطة فريق رائد من الخبراء الدوليين في الطاقة النووية.
وبعد تشغيل المحطات الأربع في عام 2020، سيلبّي البرنامج النووي السلمي الإماراتي نحو 25% من احتياجات الكهرباء لدولة الإمارات، وسيُسهم في تجنّب إنتاج 12 مليون طن من الغازات الضارة بالبيئة سنوياً.