أثارت الزيارة التي قام بها وفد من حكومة طرابلس «حكومة عمر الحاسي» التابعة لثوار ليبيا إلى دولة الإمارات العربية المتحدة يوم 8 يناير الجاري في زيارة هي الأولى من نوعها تساؤلات عدية وحالة كبيرة من الجدل بين كونها مجرد زيارة لإطلاع الإماراتيين - الداعمين لخصمهم اللواء «حفتر» - علي ما يجري في بلادهم، وبين من يرى أنها تشكل تراجعا كبيرا في الموقف الإماراتي الذي يدعم بقوة الحكومة الأخرى المنبثقة عن البرلمان المنحل بقيادة «عبدالله الثني» وميليشياتها التي يقودها اللواء المنشق «خليفة حفتر».
ويرى مراقبون أن زيارة حكومة «الحاسي» للإمارات تعتبر تغييرا في المعادلة داخل ليبيا خاصة في ظل الانتصارات التي حققها الثوار مؤخرا، وفي مواجهة الدعم العربي والدولي غير المحدود للحكومة المنبثقة عن برلمان طبرق المنحل.
وفيما يعتبر مراقبون تلك الزيارة «رافعة» لتشجيع الحوار والوصول لحل سياسي في ليبيا خاصة في ظل تلميح حكومة الثني بالاستقالة، يرى آخرون أن تراجع الموقف الإماراتي واستقباله لحكومة «الحاسي» يأتي في ظل سلسلة الهزائم المتلاحقة التي يتلقاها اللواء المنشق قائد ما تسمى «عملية الكرامة»، «خليفة حفتر» أمام كتائب الثوار المنضوية في عملية «فجر ليبيا»، رغم الدعم المصري والإماراتي الكبير الذي أقر به «حفتر».
وما يشير أيضا إلى تراجع «حفتر» هو تلميحه للمرة الأولى بإمكانية وقف القتال واستهداف قوات فجر ليبيا وذلك عقب لقاءه بالمبعوث الخاص للأمين العام لـ«الأمم المتحدة» «برناردينو ليون» الخميس في مدينة المرج (شرق بنغازي).