أحدث الأخبار
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد
  • 11:46 . عبدالله بن زايد وروبيو يبحثان استقرار اليمن.. ما دلالات الاتصال في هذا التوقيت؟... المزيد
  • 11:38 . موقع عبري: أبوظبي تقف وراء أكبر صفقة في تاريخ “إلبيت” الإسرائيلية بقيمة 2.3 مليار دولار... المزيد
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد

تجفيف منابع التديّن في مصر

الكـاتب : محمد عمارة
تاريخ الخبر: 14-01-2015

في العقود الثلاثة التي حكم فيها حسني مبارك (1981– 2011 م) وفي مواجهة جماعات العنف المتسربلة بغلالات إسلامية – بدأت الدولة مرحلة التكريس لطابعها البوليسي، فقوات أمن الدولة - التي تحرس النظام، وتقمع المعارضة، وتزيف إرادة الأمة في الانتخابات قد زاد عددها على عدد الجيش!
وتم الخلط بين "الإرهاب" - الذي لم يجر تعريفه - وبين "الإسلام" - حتى لقد جمعت الكتب الإسلامية من مكتبات المدارس وأشعلت فيها النيران، وذلك لأول مرة في تاريخ مصر الإسلامية الممتد لأكثر من أربعة عشر قرنا.
وبعد أن كانت مصر قد ألغت الماسونية وأغلقت محافلها سنة 1960م، عادت - في عهد مبارك أندية "الروتاري" و"الليونز" - وهي بدائل الماسونية - إلى الانتشار الأخطبوطي في مصر - تحت رعاية زوجة مبارك وأخيها - الذي كانت الأنوار وشجرة عيد الميلاد تضيء قصره، في الكريسماس حتى لكأنه في الفاتيكان، ولقد استقطبت هذه الأندية المشبوهة قطاعات واسعة من النخبة المصرية - في الثقافة والإعلام والإدارة ورجال الأعمال.
وسيطر على الثقافة - في عهد مبارك - غلاة العلمانية، الذين أعلن كبيرهم عن عزمه محاربة التوجه الديني بالخيال المادي؟! وكادت جوائز الدولة أن تكون وقفا على المتمركسين وأشباه الزنادقة وغلاة العلمانية.
وتبلورت في مصر - لأول مرة في تاريخها - " ظاهرة الزندقة "، حيث تحمي الدولة رموزها فتفرضهم على قاعات الدرس بالجامعات، وتعدل قانون الحسبة مرتين لتحميهم من المساءلة القانونية والقضائية.. بل إنها تخصص لحراستهم وحراسة منازلهم قطاعات من قوات أمن الدولة، التي احترفت قمع المعارضة الإسلامية، وإقامة "سلخانات" التعذيب لخصوم النظام.
واتسع نطاق التضييق على التدين - حتى الشعائري منه والشكلي- فالمساجد تغلق عقب كل صلاة، ومباحث أمن الدولة هي التي تتحكم في تعيين الخطباء بوزارة الأوقاف، ومن يريد الاعتكاف - في رمضان، ولو ليلة واحدة - عليه أن يقدم صورة بطاقة هويته إلى أمن الدولة، ليوضع في قوائم المراقبين، المرشحين للاعتقال عند الاقتضاء، بل لقد أصبح تحفيظ القرآن بالمساجد نشاطا غير مرغوب فيه، يتم استدعاء القائمين به إلى مباحث أمن الدولة ليواجهوا بالتهديد والترهيب والوعيد.. بل وليمنعوا من دخول المسجد فترات تقصر أو تطول. ولقد أصبح إحياء السنة الإسلامية، وحتى أشكال التدين من "مكروهات الدولة"، فزوجة الرئيس لا تطيق رؤية الحجاب والمحجبات.. ووزارة الأوقاف بذلت في محاربة النقاب ما لم تبذله في محاربة تهويد القدس وفلسطين.
وجرى العمل على تجفيف منابع التدين بمصر، وإيجاد البدائل التي أرادوا بها ملء القلوب والعقول بالفنون الهابطة، والأغاني الخليعة، ودفع الشباب إلى طرق الحرام بعد أن احتكروا الثروة وأغلقوا سبل الحلال أمام هذا الشباب.