أحدث الأخبار
  • 12:26 . الاتحاد الأوروبي يبحث مواصلة تعليق عقوبات على سوريا... المزيد
  • 12:19 . الجابر لترامب: الإمارات سترفع استثمارات الطاقة بأميركا إلى 440 مليار دولار بحلول 2035... المزيد
  • 11:12 . نيابة عن رئيس الدولة.. منصور بن زايد يرأس وفد الإمارات إلى القمة العربية في العراق... المزيد
  • 11:09 . سبع دول أوروبية تطالب الاحتلال بوقف حرب الإبادة في غزة وإنهاء الحصار.. وحماس تشيد... المزيد
  • 11:05 . إصابة شرطي إسرائيلي في عملية طعن بالقدس المحتلة... المزيد
  • 11:03 . حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" تغادر الشرق الأوسط بعد الاتفاق مع الحوثيين... المزيد
  • 09:45 . الاحتلال الإسرائيلي يشن سلسلة غارات على موانئ يمنية خاضعة لسيطرة الحوثيين... المزيد
  • 09:02 . مفاوضات إسطنبول.. اتفاق أوكراني روسي على تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار... المزيد
  • 08:54 . استشهاد 93 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر الجمعة... المزيد
  • 08:53 . متجاهلا الإبادة اليومية.. عبد الله بن زايد يدعو لإطلاق سراح أسرى الاحتلال وإيجاد بديل لحكم حماس... المزيد
  • 07:37 . دمشق تختار الإمارات وألمانيا لطباعة عملتها الجديدة بعد تحسن العلاقات وتخفيف العقوبات... المزيد
  • 07:28 . بعد رفع العقوبات الأمريكية.. موانئ دبي تضخ 2.9 مليار درهم في ميناء طرطوس السوري... المزيد
  • 07:17 . الإمارات والولايات المتحدة تعززان التعاون في مجال التكنولوجيا المتقدمة... المزيد
  • 11:47 . محاولات ديمقراطية في الكونغرس الأمريكي لوقف صفقات أسلحة إماراتية... المزيد
  • 11:45 . "الصحة" تطلق خدمة فورية لإثبات شهادات التمريض من الخارج دون أوراق... المزيد
  • 11:31 . وزير الاقتصاد: 13 ألف شركة أمريكية تعمل حالياً في السوق الإماراتي... المزيد

تجفيف منابع التديّن في مصر

الكـاتب : محمد عمارة
تاريخ الخبر: 14-01-2015

في العقود الثلاثة التي حكم فيها حسني مبارك (1981– 2011 م) وفي مواجهة جماعات العنف المتسربلة بغلالات إسلامية – بدأت الدولة مرحلة التكريس لطابعها البوليسي، فقوات أمن الدولة - التي تحرس النظام، وتقمع المعارضة، وتزيف إرادة الأمة في الانتخابات قد زاد عددها على عدد الجيش!
وتم الخلط بين "الإرهاب" - الذي لم يجر تعريفه - وبين "الإسلام" - حتى لقد جمعت الكتب الإسلامية من مكتبات المدارس وأشعلت فيها النيران، وذلك لأول مرة في تاريخ مصر الإسلامية الممتد لأكثر من أربعة عشر قرنا.
وبعد أن كانت مصر قد ألغت الماسونية وأغلقت محافلها سنة 1960م، عادت - في عهد مبارك أندية "الروتاري" و"الليونز" - وهي بدائل الماسونية - إلى الانتشار الأخطبوطي في مصر - تحت رعاية زوجة مبارك وأخيها - الذي كانت الأنوار وشجرة عيد الميلاد تضيء قصره، في الكريسماس حتى لكأنه في الفاتيكان، ولقد استقطبت هذه الأندية المشبوهة قطاعات واسعة من النخبة المصرية - في الثقافة والإعلام والإدارة ورجال الأعمال.
وسيطر على الثقافة - في عهد مبارك - غلاة العلمانية، الذين أعلن كبيرهم عن عزمه محاربة التوجه الديني بالخيال المادي؟! وكادت جوائز الدولة أن تكون وقفا على المتمركسين وأشباه الزنادقة وغلاة العلمانية.
وتبلورت في مصر - لأول مرة في تاريخها - " ظاهرة الزندقة "، حيث تحمي الدولة رموزها فتفرضهم على قاعات الدرس بالجامعات، وتعدل قانون الحسبة مرتين لتحميهم من المساءلة القانونية والقضائية.. بل إنها تخصص لحراستهم وحراسة منازلهم قطاعات من قوات أمن الدولة، التي احترفت قمع المعارضة الإسلامية، وإقامة "سلخانات" التعذيب لخصوم النظام.
واتسع نطاق التضييق على التدين - حتى الشعائري منه والشكلي- فالمساجد تغلق عقب كل صلاة، ومباحث أمن الدولة هي التي تتحكم في تعيين الخطباء بوزارة الأوقاف، ومن يريد الاعتكاف - في رمضان، ولو ليلة واحدة - عليه أن يقدم صورة بطاقة هويته إلى أمن الدولة، ليوضع في قوائم المراقبين، المرشحين للاعتقال عند الاقتضاء، بل لقد أصبح تحفيظ القرآن بالمساجد نشاطا غير مرغوب فيه، يتم استدعاء القائمين به إلى مباحث أمن الدولة ليواجهوا بالتهديد والترهيب والوعيد.. بل وليمنعوا من دخول المسجد فترات تقصر أو تطول. ولقد أصبح إحياء السنة الإسلامية، وحتى أشكال التدين من "مكروهات الدولة"، فزوجة الرئيس لا تطيق رؤية الحجاب والمحجبات.. ووزارة الأوقاف بذلت في محاربة النقاب ما لم تبذله في محاربة تهويد القدس وفلسطين.
وجرى العمل على تجفيف منابع التدين بمصر، وإيجاد البدائل التي أرادوا بها ملء القلوب والعقول بالفنون الهابطة، والأغاني الخليعة، ودفع الشباب إلى طرق الحرام بعد أن احتكروا الثروة وأغلقوا سبل الحلال أمام هذا الشباب.