تسببت تصريحات السيناريست بلال فضل والتي قال فيها إن السيسي عرض قبل أسابيع، مبادرة صلح على جماعة "الإخوان المسلمين"، لكنها باءت بالفشل ردود أفعال العديد من السياسيين.
وذكر فضل في مقاله المنشور في "العربي الجديد"، أن "مستشار السيسي للأمن القومي، أحمد جمال الدين، حمل مبادرة إلى دكتور محمد بديع "المرشد العام لجماعة الإخوان" ونائبه المهندس خيرت الشاطر في محبسيهما".
وأوضح أن المبادرة جاءت "خصوصًا بعد أن ساد تصور بوجود رغبة إخوانية في التهدئة، بسبب الكلمة التي ألقاها بديع في محاكمته وامتدح فيها القضاء المصري، وطلب الرئيس محمد مرسي عقد جلسة سرية تجمعه بقادة القوات المسلحة، بدلاً من استغلال الفرصة التي أتاحتها له المحكمة في الحديث مباشرة للرأي العام".
وأضاف إن هذا "ما يفسر إجراءات تجميد أموال وممتلكات الإخوان، التي تم اتخاذها، في هذا التوقيت بالذات، وبعد فترة طويلة من احتدام الصراع، حيث جاء رد فعل على فشل مبادرة الصلح".
وأثارت هذه المقالة العديد من ردود الأفعال، حيث استبعد الدكتور طارق الزمر، رئيس حزب "البناء والتنمية"، الذراع السياسية لـ "الجماعة الإسلامية"، وجود أي قناة تفاوض بين الدولة وجماعة "الإخوان المسلمين" و"التحالف الوطني لدعم الشرعية"، قائلاً: "لا توجد أي مؤشرات على وجود هذه القناة".
وأضاف الزمر في تصريح صحفي: "من الواضح للمتابع أن عبد الفتاح السيسي يرفض أي شكل من أشكال التفاوض ﻷن ذلك يضعف موقفه ويفتت تحالفاته ويخل بقوانين الثورة المضادة المعروفة".
وتابع "ولهذا من غير المتصور أن يلجأ للتفاوض إلا بضغط حلفائه أو شعوره بالخطر وبدون ذلك فليس من المرجح مباشرته لهذه المفاوضات".
كما نفي الزمر تأييده لمبادرة حركة "6إبريل"، مؤكدًا على أن "كل ما رحب به دعوة الحركة إلى توحيد الصفوف ودعوتهم للنزول يوم 25 والتوافق حول أهداف ثورة يناير".
من جانبه نفي أحمد رامي المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة إجراء أي مصالحة مع الانقلاب، مؤكدًا على استمرار الحراك الثوري لكسر الانقلاب.
وأضاف إنه" لن يكون هناك أي تأثير على جماعة الإخوان المسلمين والمعارضة الإسلامية بعد المصالحة القطرية المصرية الأخيرة، مشيرًا إلى أن تأثير المصالحة الآن في أبلغ درجاته هو إغلاق فضائية الجزيرة مباشر مصر، والتي كانت أقوى منبر مهني إعلامي يتعاطى مع الأحداث في مصر.
وبشأن سيناريوهات ومستقبل الإخوان في ظل هذه المصالحة وإغلاقه قناة الجزيرة مباشر مصر، والحديث عن ضغوط على الجماعة للقبول بالمصالحة، أوضح رامي: "ما يعنينا بالدرجة الأولى ليس الإخوان كجماعة وتنظيم وإنما تلك الثورة التي تناضل وستستمر إلى أن تبلغ أهدافها ستزداد الصعوبات بالتأكيد، ولكننا حتمًا سنتغلب عليها ونتجاوزها وكل الثورات العظيمة مرت بلحظات انحسار قبل أن تحقق انتصاراتها".
وأضاف المتحدث باسم الحرية والعدالة بالقول: "كما أن التنظيم الآن في وضع أفضل مما كان عليه عقب مذبحة رابعة والتي أعقبها بالفعل ارتباك تنظيمي استمر لبضعة أشهر قبل أن تبدأ الجماعة في إجراءات تطوير هياكلها والتي تتم عبر الانتخابات وتغيير اللوائح وهو ما يعتبر في حد ذاته، مؤشرًا على قدرة التنظيم على التعافي وإلا ما كان يقدم على إجراء تلك الانتخابات".