قال تقرير نشرته مجلة "فورين بوليسي" إن أكثر من 400 ألف شخص نزحوا إلى الآن داخل ليبيا، التي تشهد أسوأ أزمة منذ ثورة 17 فبراير عام 2011 التي أطاحت بالدكتاتور معمر القذافي.
هذا الصيف، مع اشتداد حدة المعارك وتصلب جبهات القتال، ظهر معسكران متناحران يتنافسان حول السيطرة على ليبيا:
من جانب، هناك البرلمان المنتخب حديثا، وقد اتخذ من مدينة طبرق في شرق البلاد مقرا له، وهو مدعوم من بقايا جنود القذافي الذين انشقوا خلال الثورة، وكذلك القوى الإقليمية مثل مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وعلى الجانب الآخر هناك فجر ليبيا، وهو تحالف ثوري، مشكل من رجال الكتائب المسلحة والسياسيين من ذي الميول الإسلامية، وأكثرهم ينحدر من مناطق مصراتة في غرب البلاد، وثمة مزاعم بأنها كانت مدعومة من قبل تركيا وقطر.
المال والحرب من الموضوعات الرئيسة في المحادثات. ويتحكم معسكر فجر ليبيا، حاليَا، في سلطة النفط والوزارات، ويقول إنه يمثل الحكومة الشرعية. وتعزز وضع هذا الائتلاف بعد قرار المحكمة العليا في نوفمبر الماضي بإلغاء مجلس النواب وتعديل الدستور التي استندت إليه انتخابات يونيو الماضي.
وقد رفض البنك المركزي الليبي، الذي يكافح للحفاظ على حياده، توجيه عائدات النفط في البلاد إما أي من الحكومتين منذ قرار المحكمة. ولا تدفع إلا "نفقات" الإدارات والرواتب الأساسية، والتي تتضمن، وهذا من المفارقات، مكافآت المقاتلين الذين تم استيعابهم في وزارتي الداخلية والدفاع من قبل البرلمان السابق في عام 2012.
ونقل التقرير عن الجنرال حفتر قوله: "غزو بري للعاصمة، طرابلس، وشيك"، وصرح بهذا من قاعدته العسكرية المترامية الأطراف في الريف خارج مدينة المرج، وهي بلدة تقع غرب طبرق.
وقال الكاتب إن الجنرال حفتر يرى أن حظوظه تحسنت بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، بعد أن فشل في الإطاحة بالبرلمان السابق، الذي كان يهيمن عليه الإسلاميون، في فبراير الماضي.
وقد حاول حفتر تعزيز صفوفه بسرعة، باستيعاب الميليشيات الغربية الموالية للحكومة في جيشه، وتطويق العاصمة طرابلس، حاليا، ومحاربة قوات فجر ليبيا الفجر في مدينة كِكلة.
وقال حفتر، وفقا لما أوردته مجلة "فورين بوليسي": "لا يمكننا أن نستمر بحكومتين وبرلمانين، لذلك يجب إنهاء فجر ليبيا، وسنلقي القبض عليهم جميعا"، واعدا بالمزيد من الضربات الجوية على مصراتة.
وكشف كاتب التقرير، نقلا عن رجال حفتر، أن صفقة أسلحة تقدر بملايين الدولارات أُبرمت مع بلدان من أوروبا الشرقية، وتشمل طائرات مقاتلة محدثة ومروحيات وأسلحة الثقيلة، سوف تكون آخر مسمار في نعش أعدائهم. وقد دفعت السلطات في طبرق القيمة ولا ينتظرون إلا استلامها.