أحدث الأخبار
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

في يومها العالمي.. ما زالت التحديات مستمرة

الكـاتب : خالد الخاجة
تاريخ الخبر: 23-12-2014

احتفل العالم منذ أيام قلائل باليوم العالمي للغة العربية، ولقد حرصت الإمارات بقيادتها ومواقفها ومبادرتها على التأكيد على أن العربية هي مكون أساس من مكونات الهوية الوطنية، وسعت دائماً إلى تمكينها والحفاظ على المكانة اللائقة بها باعتبارها لغة حياة، لأنها لغة حية متحركة، قادرة على التجاوب والتفاعل مع مستجدات العصر وتعقيداته الفنية والتقنية.

فضلاً أنها لغة علم وفكر، لأن حضارة قد شيدت على مدار قرون وأن إبداعات سطرت بحروفها مازالت خالدة، وهو ما أكد عليه في غير مناسبة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قائلاً: «إن لغتنا العربية هي شريان الأمة ووعاء تاريخها ورمز عزها وحضارتها وثقافتها وأساس لتقدمنا ورفعتنا».

من هنا جاءت جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للغة العربية علامة فارقة على طريق تعزيز مكانة الإمارات وموقعها الريادي كمركز للامتياز للغة العربية وتطويرها تعلماً وتعليماً، وتشجيع الشباب على الإبداع في تطوير استعمال اللغة العربية في ممارساتهم اليومية وحياتهم العملية، وتشجيع الإسهامات الاستثنائية في خدمة اللغة العربية.

من التحديات التي تواجه اللغة العربية هو التراجع في مستوى إتقان اللغة في مستواها الفصحى المبسطة، سواء عبر الكتابة أو عبر التحدث، وهذه نتيجة لتراجع منظومة تدريسها، ابتداء من المراحل التمهيدية في الروضة إلى أن مرحلة الجامعة، وعلاقة الدارس بلغته العربية الأم علاقة متوترة لا يحسن التعامل معها في الحدود المتوقعة، فكيف بمن يستشعر الغربة عن لغته الفصحى أن يأنس بها سواء كانت شعراً أو نثراً، بل كيف يبدع من خلالها؟

أضف إلى ذلك أن المناهج المعنية بتدريس اللغة العربية مازالت بعيدة عن تقديمها في ثوب قشيب خلاب جاذب يعايش مفردات العصر ومستحدثاته، ومازالت النماذج التقليدية المتحفية هي التي تقدم اللغة من خلالها، وكأن العربية غير قادرة على مجاراة مستحدثات العصر.

مما يربط بين اللغة العربية والتقليدية، وهذا تكريس لحالة خاطئة نتج عنها مزيد من عزلتها عن الاستخدام العام، للحد الذي جعل من الصعوبة بمكان أن يتحدث أحدهم بالفصحى دون تعثر، من هنا وجب أن يتم تدريس العربية من خلال نصوص معاصرة جاذبة.

كما أن الحلقة الأهم في الارتقاء باللغة العربية مازالت بحاجة إلى كثير من النظر، هو المعلم، الذي يستطيع من خلال قدراته أن يقدمها بشكل مبسط ومفهوم، أما إذا كان يعجز عن ذلك ففاقد الشيء لا يعطيه، وستكون النتيجة مزيدا من الجفوة بين الدارسين ولغتهم.

ولابد من انتقاء معلمي اللغة العربية لأنهم لا يقدمون لطلابهم مادة تعليمية فقط لكنهم يقدمون المادة التي سيقوم الدارس بالتفكير بها، والتعلم عبرها، والإبداع من خلالها، ورؤية الدنيا من حوله بمفرداته، فإذا كانت هذه المادة رقيقة في أساسها فإن ما ينتج عنها لن يكون في أفضل حالاته.

كما أن الارتقاء بمستوى طلابها لن يكون عبر التدريس في قاعات الدراسة وفقط ولكن ينبغي أن تكون هناك مناشط للغة العربية والارتقاء بها، فكثير هم الذين تفتحت مواهبهم، من نظم الشعر وكتابة القصة وغيرها من المهارات الاستثنائية في التعامل مع اللغة في مراحلهم التعليمية الأولى، خارج القاعات الدراسية ومن خلال المناشط الثقافية اللاصفية.

مثل تخصيص أوقات للقراءات الحرة التي تجعل التلميذ أكثر استقلالية في تعامله مع لغته والمادة التي يقبل عليها، كما يجب توظيف مهارات اللغة وقواعدها وتهيئة الفرصة أمام المتعلمين لتوظيف تلك القواعد، وهو ما يسمى بالتعليم الوظيفي؛ الذي يبعد بالدارس عن حفظ القواعد مجردة دون تعلم أغراضها وكيفية تطبيقها دون صعوبة.

وقد كان لي شرف حضور بطولة الإمارات الدولية الأولى للسكرابل «لعبة الحروف العالمية»، بدعوة من الأستاذ فرج بوزيان، المدير التنفيذي لمؤسسة الرابطة الإماراتية للعبة، وتحت رعاية كريمة من الشيخة عزة النعيمي.

وهذه اللعبة معنية بقدرة المتسابق على تكوين أكبر عدد من الكلمات من بعض الحروف خلال وقت محدد، وتسهم اللعبة في إثراء الزاد اللغوي من حيث المفردات، وتنمية مهارة بناء الكلمات حسب قواعد اللغة العربية.

إضافة إلى أنها تنمي مهارات الحساب، وتنشط الذاكرة، وتقام اللعبة في العديد من دول العالم بمختلف اللغات، وفي هذه النسخة كانت اللغة العربية حاضرة في إمارة عجمان التي تدعمها، وهي بداية تحتاج إلى مزيد من الدفع.

وعلى الرغم من أن وسائل الإعلام ساعدت في فترات تاريخية على انتشار اللغة العربية وتبسيطها إلا أن الكثير من أقنيتها تحظى فيها اللغات غير العربية بمساحة زمنية أكبر، كما أن إجادة اللغة العربية الصحيحة لم تعد شرطا للمشتغلين بها.

في حين أن إجادة غيرها من اللغات الأجنبية هو الباب الواسع للدخول إلى فضاءات الإعلام، مما يشعر الكثيرين من الشباب أن لغتهم تحول بينهم وبين مجالا قد يملكون مؤهلات للنجاح فيه إلا أن العربية وحدها لا تكفي في كثير من الأحيان، على الرغم من أن هذه الوسائل في معظمها عربية موجهة إلى جمهور عربي، وهو ما أصاب البعض بالهزيمة النفسية التي تحدث عنها بن خلدون.

وإذا كانت لغة الحديث على صفحات التواصل الاجتماعي قد اتخذت شكلاً جديداً من الحروف الأجنبية، الذي يزيد من البعد عن اللغة العربية في سياقها الصحيح، إلا أنه يمكن استخدام هذه الوسائل ذاتها في تقريب اللغة العربية الصحيحة والبسيطة لأصحابها.