أحدث الأخبار
  • 09:45 . الاحتلال الإسرائيلي يشن سلسلة غارات على موانئ يمنية خاضعة لسيطرة الحوثيين... المزيد
  • 09:02 . مفاوضات إسطنبول.. اتفاق أوكراني روسي على تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار... المزيد
  • 08:54 . استشهاد 93 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر الجمعة... المزيد
  • 08:53 . متجاهلا الإبادة اليومية.. عبد الله بن زايد يدعو لإطلاق سراح أسرى الاحتلال وإيجاد بديل لحكم حماس... المزيد
  • 07:37 . دمشق تختار الإمارات وألمانيا لطباعة عملتها الجديدة بعد تحسن العلاقات وتخفيف العقوبات... المزيد
  • 07:28 . بعد رفع العقوبات الأمريكية.. موانئ دبي تضخ 2.9 مليار درهم في ميناء طرطوس السوري... المزيد
  • 07:17 . الإمارات والولايات المتحدة تعززان التعاون في مجال التكنولوجيا المتقدمة... المزيد
  • 11:47 . محاولات ديمقراطية في الكونغرس الأمريكي لوقف صفقات أسلحة إماراتية... المزيد
  • 11:45 . "الصحة" تطلق خدمة فورية لإثبات شهادات التمريض من الخارج دون أوراق... المزيد
  • 11:31 . وزير الاقتصاد: 13 ألف شركة أمريكية تعمل حالياً في السوق الإماراتي... المزيد
  • 11:26 . الشارقة تُلزم معلمي الكليات غير التربوية بالحصول على دبلوم تربوي لمزاولة المهنة... المزيد
  • 11:25 . إسطنبول تحتضن اليوم اجتماعين ثلاثيين للسلام بين روسيا وأوكرانيا... المزيد
  • 11:24 . "أكسيوس": نتنياهو طلب من ترامب عدم رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 11:18 . تحقيقات أميركية في منشور لجيمس كومي يُشتبه أنه تلميح لاغتيال ترامب... المزيد
  • 11:15 . ترامب ينهي جولته الخليجية في أبوظبي ورئيس الدولة يعلن استثمار 1.4 تريليون دولار في أمريكا... المزيد
  • 10:00 . فرنسا تعتزم تقديم شكوى ضد إيران أمام محكمة العدل الدولية... المزيد

اللغة.. حرية وأكثر!!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 22-12-2014

أمور كثيرة، متعددة، مختلفة ومتشابكة، أمور معروفة لنا جميعاً لأننا ساهمنا فيها بدرجة أو أخرى، هي التي جعلت الأجيال الصغيرة من شباب العرب اليوم لا يتقنون العربية، بل وأكثر لا يحبون التحدث بها، بل وأكثر يستثقلونها كلغة ولا يميلون لتقوية مهاراتهم الضعيفة فيها، في الوقت الذي يرحبون فيه وبشغف لتعلم الإسبانية والفرنسية والإيطالية وحتى الروسية والصينية، يعتبرونها لغات مهمة يتمنون إجادتها تحدثاً إن لم يكن تحدثاً وقراءة وكتابة، فإذا وضعتهم وجهاً لوجه أمام لغتهم قالوا وسريعاً جداً: هل من الممكن أن نتحدث بالإنجليزية؟ لماذا؟ يجيبونك بطلاقة وكأنهم أحفاد جورج الخامس: إنها الأسهل بالنسبة لنا، وهم صادقون! فهي اللغة التي دفعناهم ودفعنا لهم الكثير كي يتقنوها منذ نعومة أظفارهم، بل وكيفنا المناهج والمدارس وخطط التعليم لأجل هذا الهدف!

لا مانع من إتقان كل اللغات، تلك من سمات القوة والنجاح والانفتاح، لكن في نهاية اليوم انت «تستخدم» اللغات الأخرى لتسيير أمور عملك ومعاملاتك ودراستك، ولا بأس أن تقرأ بلغة أخرى كي تزداد علماً ومعرفة، لكنك «تقدم» نفسك للعالم من خلال هويتك وهويتك هي ثقافتك وأول عناصر ثقافتك هي لغتك حتماً فقد تتشابه عناصر الثقافات حول العالم، لكن اللغات لا تتشابه، ومع التسليم بأن اللغة ليست سوى أداة تواصل وتفاهم بين الناس، إلا أن اللغة في الحقيقة هي وعاء للفكر وطريقة للتفكير والعيش والحياة، وهي بطاقة تصنيف ذات تقدير عالٍ جدا في كل العالم!


ذكر أحد الكتاب أنه سافر في سني شبابه المبكر إلى فرنسا لدراسة الطب، وهناك استمع يوماً لخطبة بليغة كان يلقيها الزعيم الفرنسي «ديجول»، كان يوجه فيها الفرنسيين لجعل أبناء المستعمرات الفرنسية يحبون الفرنسية، بل ويعشقونها، كان يقول بيعوا لهم كل شيء فرنسي وسيحبون الفرنسية، فإذا به يركض إلى أقرب هاتف عمومي ليحادث والدته في تونس يطلب منها أن ترسل له كل شيء عربي: كتب، بطانيات، حلويات أطعمة، يقول قلت لها أنقذيني ديجول يريد أن يستعمرني مجدداً بلغته وبأشياء حضارته، وعلي أن أقاومه بالتدثر بحضارتي ولغتي!

يقول فيلسوف جزائري: تركنا المستعمر، وترك فينا القابلية للاستعمار، عن طريق الاستلاب للغته وتفاصيل حضارته مقابل ازدراء لغتنا وتفاصيل حضارتنا، لنتأمل كيف تحتفي شعوب العالم بلغاتها وثقافتها على تواضع تلك الثقافات وعلى قلة أعداد تلك الشعوب مقابل العرب وعظمة ثقافتهم ولغتهم!!



ذكر أحد الكتاب أنه سافر في سني شبابه المبكر إلى فرنسا لدراسة الطب، وهناك استمع يوماً لخطبة بليغة كان يلقيها الزعيم الفرنسي «ديجول»، كان يوجه فيها الفرنسيين لجعل أبناء المستعمرات الفرنسية يحبون الفرنسية، بل ويعشقونها، كان يقول بيعوا لهم كل شيء فرنسي وسيحبون الفرنسية، فإذا به يركض إلى أقرب هاتف عمومي ليحادث والدته في تونس يطلب منها أن ترسل له كل شيء عربي: كتب، بطانيات، حلويات أطعمة، يقول قلت لها أنقذيني ديجول يريد أن يستعمرني مجدداً بلغته وبأشياء حضارته، وعلي أن أقاومه بالتدثر بحضارتي ولغتي!

يقول فيلسوف جزائري: تركنا المستعمر، وترك فينا القابلية للاستعمار، عن طريق الاستلاب للغته وتفاصيل حضارته مقابل ازدراء لغتنا وتفاصيل حضارتنا، لنتأمل كيف تحتفي شعوب العالم بلغاتها وثقافتها على تواضع تلك الثقافات وعلى قلة أعداد تلك الشعوب مقابل العرب وعظمة ثقافتهم ولغتهم!!