كان وقع خبر مقتل طيارين إمارتين مساء الأربعاء (17|12)، والذي انتشر كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، صادما للشارع الإماراتي، ما بين متحسب على مصرعهما، ومتساءل عن حقيقة ما جرى، وما بين مستاء إلى ما "وصلنا إليه من أوضاع"، لم يعتد عليها المواطنون بسماع أسماء أقربائهم يقتلون في ميادين القتال، لا سيما في معارك خارجية.
ورغم أن بيان القوات المسلحة، لم يذكر أسماء الطيارين الإمارتيين اللذان لقيا مصرعهما، بحُكم العُرف العسكري بإبلاغ ذويهما أولا قبل الكشف عن أسمائهما للاعلام، إلا أن طبيعة ترابط المجتمع الإماراتي، جعل الجميع يتساءل في ذهول عن هوية من قتلوا، ممن يعرفونهم ومازالوا يخدمون في القوات المسلحة، ولا يعرف مكان خدمتهم على وجهة التحديد بعد عمليات التوسع العسكرية لقواتنا، ما أشغل تفكيرهم عن مصير أقربائهم وأصدقائهم.
وكان لافتا أن تأتي هذه الحادثة بعد يوم واحد فقط من انتهاء المرحلة الأولى من التدريبات المشتركة الإماراتية المصرية، التي استضافتها دولة الإمارات العربية والمسمى "سهام الحق"، الأمر الذي أبقى الباب مفتوحا عن حقيقة ما جرى، ومدى صدقية بيان القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية، بأن مقتل الطيارين جاء أثناء مهمة تدريبية وبخلل فني، رغم أنها قالت في نفس البيان أنها تقوم بالتحقيق في الحادثة.
لتعود هذه المرة تساؤلات المواطنين بقوة، حول حقيقية ما جرى، وإذا ما كان مقتل الطيارين تم في عملية تدريب مشتركة لم يفصح عنها، أم أنها عملية عسكرية مشتركة تمت في الأراضي الليبية أو حتى في سيناء بداخل الأراضي المصرية؟.