لم تكد الثورة الليبية تضع أوزارها عن كاهلها ويهدأ الثوار من عناء الحرب الضروس التي أطاحت بمعمر القذافي بعد أكثر من أربعين عاما من الحكم حتى بدأت الثورة المضادة عملها بفعل من بقي من رجال القذافي في الداخل وبدعم من دول الخليج العربي وعلى رأسها دولة الإمارات العربية المتحدة من الخارج مستخدمة وكيلها في الجوار الليبي الجنرال عبد الفتاح السيسي وذنبها في الداخل الليبي اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

وشكلت الثورة الليبية بالنسبة للمجتمع الدولي صداعا في الرأس فليبيا مصدر مهم في إنتاج وتصدير البترول كما أن ثورتها اتسمت بطابع مميز من البداية وهو طابع الثورة المسلحة وانتصارها يعني نجاح الربيع العربي في ترسيخ أقدامه وفرض الإرادة الشعبية بقوة السلاح وهو أخشى ما يخشاه الغرب، فبدأت حرب الجنرالات والوكلاء والمال للقضاء على الثورة المسلحة ولم يمر يوم على الثوار إلا ويحمل الجديد من مؤامرات المجتمع الدولي ووكلائه في المنطقة وداعميه في الخليج.

الدور الإماراتي في الدعم المادي والعسكري لحفتر

 اتهمت عملية فجر ليبيا الممثلة للثوار  كلا من دولة الإمارات ومصر بالضلوع في قصف العاصمة طرابلس بالطيران يوم السبت 23-8-2014 مما أدى لى مقتل مدنيين ليبيين، محتفظة بحق الرد في اي وقت داعية الأمم المتحدة غلى التحقيق في تلك الحادثة.

وكان محمد الغرياني المتحدث باسم عملية "فجر ليبيا" التي تضم مقاتلين من مصراتة قد صرح في مؤتمر صحفي بأن الغارة التي استهدفت مواقع قرب مطار طرابلس أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات وحمل كلا من مصر والامارات المسئولية عن هذه الغارة.

غرفة ثوار ليبيا تؤكد التدخل الإماراتي في الشأن الليبي

وكانت غرفة ثوار ليبيا نشرت على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) في 16-2-2014 تفاصيل تؤكد التدخل الإماراتي في الشأن الليبي للعمل على إجهاض الثورة الليبية.

وقالت الغرفة في بيان لها: إنهم حصلوا على معلومات موثقة بالأسماء والتفاصيل  تؤكد أن جهاز الأمن الإماراتي قام مؤخرا بتشكيل خليتين من أجل الانقلاب على الثورة الليبية وضرب نتائجها، وإيقاف تصدير النفط الليبي.

وقالت غرفة العمليات في بيان لها :” حسب المعلومات التي حصلنا عليها فان الأمن الإماراتي شكل خليتين على مستوى عال جداً، الأولى أمنية تعمل على إسقاط النظام الليبي الجديد، ومواجهة المد الإسلامي، وإسقاط المؤتمر الوطني، أما الخلية الثانية فهي خلية “إعلامية” متخصصة تعمل خارج وداخل ليبيا وتتخذ من العاصمة الأردنية عمان مقرا لها”.

وحول دور الخلية الثانية أوضح البيان أنها تهدف بالدرجة الأولى لبث الأخبار التي تخدم عمل الخلية الأمنية، كما ترمي إلى التحريض على التيار الإسلامي تحسباً لوصوله إلى الحكم، وخاصة مع ارتفاع رصيده مؤخراً في الشارع الليبي بحسب أغلب التقديرات.

وكشف البيان أن الغرفة تمكنت من الوصول إلى كل ما يتعلق بهذه الخلية الأمنية الخاصة في ليبيا والتي تديرها وتمولها الإمارات وذلك منذ يوم السبت 26-10-2013.

تطورات الأحداث على الأرض لصالح الثوار ضد حفتر دون حسم 

وشهدت منطية الليثى فى بنغازى مؤخرًا اشتباكات بين مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر ومجلس شورى الثوار فى بنغازى يوم الاربعاء الماضى والتى قد أدت الى مقتل سبعة أشخاص.

هذا وقال مصدر فى بنغازى: إن اشتباكات الليثى فى بنغازى قد أدت إلى مقتل 6 عناصر من قوات خليفة حفتر ومقتل عنصر واحد فقط وجرح 2 من قوات مجلس ثوار بنغازى.

ونشبت هذه الاشتباكات بعد ان حاولت مليشيا حفتر أن تتقدم صوب مواقع لقوات مجلس الثوار فى منطقة الليثى.

فشل حفتر:

وفشلت مليشيا حفتر والتي تضم وحدات تمردت على القيادة العسكرية في طرابلس- في إخضاع بنغازي بعد ستة أشهر من القصف، برغم أنها سيطرت على أجزاء من أحياء في أطراف المدينة.

المسؤولون الإماراتيون ومقربون من السلطات الإماراتية لا تنفي ولا تؤكد التدخل في الشأن الليبي، وان اعتبر بعض الأكاديميين الإماراتيين مثل عبد الخالق عبد الله "أن للإمارات مصلحة بالتدخل في ليبيا من أجل سلامة مصر"، على حد قوله. وتتوالى تأكيدات مراكز بحوث غربية في اعتبار أن الإمارات تتدخل في ليبيا كما مصر خشية من الربيع العربي، لذلك وضعت كل ثقلها من أجل إجهاضه، وهو ما حدث بالفعل من دعم الانقلاب في مصر ودعم اللواء المنشق حفتر ضد الثوار الليبيين.