أثار انتشار مقطع فيديو، يعرض حقائق مثيرة ومعلومات تنشر لأول مرة عن مشاركة إماراتية في الحرب على أفغانستان، تساؤلات عديدة لدى المواطنين حول حقيقة تلك المعلومات، والسؤال الكبير أين الدولة عن تلك الاتهامات الخطيرة، التي تثبت ايغال السلطات الإماراتية بدماء الشعب الأفغاني المسلم، كما يقول المصدومون من هذه المعلومات.
فقد استطاع مدعى حساب على تويتر يحمل اسم "زايد"، أن يحدث بلبلة في أوساط المواطنين ويشعل مواقع التواصل الاجتماعي، بعد بثه مقطع فيديو حمل اسم (حرب محمد بن زايد على الإسلام - أفغانستان - الجزء الثاني)، مستغلا الأسماء الواردة في العنوان، والتي تعتبر الأكثر بحثا على الانترنت، في زيادة نشره، في الوقت الذي عزز فيه هاشتاق (#حرب_محمد_بن_زايد_على_الإسلام)، تفاعل الجمهور مع تلك المقاطع، ما حدى البعض للقيام بحملات مضادة عبروا فيه عن حب الوطن.
وكان لافتا للانتباه تحقيق هذا المقطع اقبالاً كبيراً رغم حداثة تحميله على الشبكة العنكبوتية، كون مدته قصيرة (حوالي أربعة دقائق)، إلا أن أهمية المعلومات الواردة وتثبته من مصادرها حول مشاركة الدولة في أفغانستان كذراع فاعل وأساس في تلك الحرب، فاجأت الكثير من المواطنين، الأمر الذي زاد من سخونة المناقشات ما بين مصدق ومكذب وما بين مصدوم من هول تلك المعلومات.
مقطع الفيديو، الذي وُصفه متخصصون بـ "الاحترافي"، كشف النقاب كيف استطاع الشيخ محمد بن زايد، خلال السنوات الماضية، لا أن يصبح "حليف أمريكا في المنطقة"، بل "فتى أمريكا المفضل"، على حد قولهم.
ظهرت صورة الشيخ محمد بن زايد خلفيتها العلم الأمريكي، ليبدأ بعدها المقطع بسرد الادعاءات بأن أفغانستان هي المفصل العملي لذلك التحول في العلاقة مع أمريكا.
رأس حربة
وجاء في المقطع كيف أن الإدارة الأمريكية وضعت خطة مركزية تعتمد بها على القوات الإماراتية، وكيف استطاعت تلك القوات تنفيذ ما أملي عليها بالتمام والكمال تحت إمرة محمد بن زايد، حتى أن مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، شهد لها بالقول إن "دولة الإمارات نفذت كل المطلوب منها في أفغانستان"، وهو ما تسبب في إثارة الأسئلة الجوهرية لدى المواطنين، مع من يعمل أبناءهم في القوات المسلحة، ولصالح من يحاربون، وما مصلحتهم في حرب هم في غنى عنها؟
ينتقل بعدها مقطع الفيديو ليفصل بما الذي نفذته الإمارات منذ بداية الهجوم، نقلا عن وثائق ويكيلكيس، الذي كشفت عن توجه السفير الأمريكي بأفغانستان للقاء الشيخ محمد بن زايد، للاتفاق على آليات التعاون العسكري المشترك فيما بينهم، وكيف استطاعت أن تكون لها موطئ قدم في تلك الحرب، بعد إعطائها الدور الطليعي في العمل الاستخباري الامريكي، من خلال غطاء المساعدة للشعب الأفغاني، على حد ادعاء المقطع.
ويأتي ذلك بالتزامن مع طلب شيوخ الإمارات من شركة "بلاك ووتر" سيئة السمعة بحماية قصورهم، بعد تزاد التهديدات بسبب تورطهم في حروب المنطقة، كما ورد.
دعم عسكري
بدأ بعد ذلك مرحلة الدعم العسكري، واللوجستي للقوات الأمريكية العاملة هنالك، ولقوات المرتزقة المسماة (ووتر غيت)، حيث كشف المقطع، أن الإمارات قدمت الدعم اللوجستي للقوات المحاربة هنالك، بقيمة 29 مليار درهم من خلال شركة "أنهام" للخدمات.
لينتقل بعدها المقطع لأقوال قائد القوات الأمريكية في أفغانستان وليام كالدويل في حوار معه لصحيفة "البيان" الإماراتية أنه لولا محمد بن زايد لما استطاعت أمريكا وضع قدمها في أفغانستان، الأمر الذي شكل صدمة للمواطنين الذين شككلوا بكل ما سبق، إلا أن تلك الشهادة استوقفتهم، لتأتي شهادة ثانية بالصوت والصورة للجنرال المتقاعد "فرانك كيرني"، أكد أن محمد بن زايد حارب إلى جانب الولايات المتحدة في أفغانستان لمدة 7 سنوات متتالية، وأنه يمثل إسلاما تريده أمريكا، إسلام يساعد الولايات المتحدة في حرب التخلص من أعدائها الإسلاميين، وكيف كانت القوات الإماراتية تقاتل في نقاط التماس مع العدو، كما بثت في داخل المقطع مشاهد لقوات اماراتية وهي تشارك في تلك الحرب، في الوقت الذي كشفت فيه أن القاعدة الجوية البريطانية التي كانت تضرب افغانستان، هي قاعدة "منهاد" الجوية الموجودة في الإمارات.
واستدرك مقطع الفيديو القول في الوقت نفسه أنه وبعد هذه السنين أعلنت أمريكا وبريطانيا انسحابهما من أفغانستان، "ولم يعلن محمد بن زايد خروجه وكف جرائمه، وكان آخر العبث في افغانستان أن محمد بن زايد حاول اغتيال المرشح الرئاسي عبد الله عبد الله، وحين فشلت المحاولة قام بدفع أموال طائلة لتزيور الانتخابات لصالح المنافس أشرف غني، الذي قام بتعيين شخصا مكروها كنائب له اشتهر بارتكاب مجازر بحق الشعب الأفغاني وهو عبد الرشيد دوستم،
ليختم المقطع بأن طوال تلك السنوات ظل محمد بن زايد، فتى أمريكا المطيع، أينما أطلقوه أطاعهم.