أحدث الأخبار
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:52 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

في البدء كانت .. الحرية

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 27-11-2014

يلفت نظري، أتوقف، وانصت بانتباه أكثر حين يكون الكلام حول سقف الحرية والاختلاف وتمايز تجارب الناس وتجارب الكتاب، وكيف يختلف كاتب عن آخر وفكر عن فكر، فما من روح تشبه أخرى، نحن نسخ فريدة من نوعها حين نريد وأرقام متكررة وباهتة حين نريد أيضا، الحياة كما أنها قدر فهي اختيار، والدروب التي مشيتُها أنا لم تمشها أنت، والكتب التي قرأتها أنت لم تمنحني الظروف فرصة لقراءتها ، لكنني جدفت صوب مساحات أخرى للمعرفة، ومكنتك الحياة من أن تُطل عليها من نوافذ تشرف على الجهات كلها، نحن نختلف بقدر ما نعرف ونتبصر، ونقول (لا) بقدر ما نحترم خياراتنا، ونتفق بقدر ما نذهب عميقا في انسانيتنا، لذلك في البدء كانت الكلمة وكانت الحرية.

الذين يراهنون على مشروع الفوضى لا يفعلون شيئا مفاجئا، لكنهم حتما لا يختارون المشروع الأنجح، فعلى مر التاريخ كانت الفوضى هي الخيار الجاهز والخيار الفاشل والدليل أنه لم يستمر في أي مكان، الفوضى لا تبني ولا يتأسس عليها أي بناء، لكن الحرية مسؤولية وعبء ليس سهلاً أبداً، انه على خفته وجماله وكما قد يعتقد البعض على سهولته، إلا أن الحرية تشبه الكائن الذي لا تُحْتمل خفته على حد وصف التشيكي ميلان كونديرا، لكننا لا يمكن أن نرتقي إلا بها، في الإعلام كما في الأدب وكنا في كل الحياة ، فأنا حر بقدر وعيي بحقوقك وأنت حر بقدر احترامك لي، ونحن معا أحرار في اتخاذ أي موقف والسير في كل الطرقات لكن بمقدار ما نحمل من فهم ووعي بالطرقات التي نختارها.

كونتك تجاربك، وصنعتني تجاربي، جئت انت من عالم وأتيت أنا من ثقافة وتربية مغايرة، اسماؤنا مختلفة وعاداتنا وثيابنا وطرائق معيشتنا، لكننا برغم كل ذلك يمكننا ان نجلس ونتحدث ونلتقي عند نقاط كثيرة ونؤسس لعلاقات عميقة، ذلك هو الوعي الذي وفرته لنا المعرفة وقادتنا له الحاجة، المعرفة الواسعة بكل الظروف التي نتحرك في فضاءاتها والحاجة الماسة لبعضنا ككائنين لا يمكنهما الا ان يلتقيا وان يحافظا على تفردهما وخصوصيتهما، دون اي محاولة من أحدهما أو كليهما لنفي الآخر أو إقصائه أو عدم الاعتراف به أو الإعراض عنه بسبب ذلك التفرد او الخصوصية، ذلك التفرد يكشف اتساع انسانيتي القادرة على الاحتواء وتشجيع الجميع على التحليق في سماواتها. الاختلاف رحمة في أحيان كثيرة.. رحمة متمثلة في تقبل المختلف والمغاير وحتى المضاد والنقيض !