أحدث الأخبار
  • 01:28 . سفير الاحتلال لدى أبوظبي يواصل إغضاب المسؤولين الإماراتيين... المزيد
  • 08:10 . تعليقاً على لقاء ترامب وبوتين.. قرقاش: للإمارات دور محوري بين روسيا وأوكرانيا... المزيد
  • 05:55 . البديوي يبحث مع نائب وزير خارجية التشيك التعاون الثنائي ومستجدات المنطقة... المزيد
  • 11:55 . "رويترز": جنوب السودان يناقش مع الاحتلال الإسرائيلي تهجير فلسطينيين إلى أراضيه... المزيد
  • 11:50 . 178 يوماً للتمدرس في العام الدراسي الجديد... المزيد
  • 11:18 . إيران: مقتل عنصر أمني في اشتباك مع مسلحين جنوب شرقي البلاد... المزيد
  • 11:18 . قمة ترامب وبوتين في ألاسكا تنتهي دون التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا... المزيد
  • 11:16 . باكستان.. مقتل أكثر من 200 شخصًا جراء فيضانات وسيول مفاجئة... المزيد
  • 11:15 . إصابة شخصين في إطلاق نار قرب مسجد بالسويد... المزيد
  • 08:42 . مرتزقة كولومبيون في حرب السودان.. خيوط تمويل إماراتية تثير عاصفة سياسية وقانونية دولية... المزيد
  • 07:46 . "التربية" تعلن التقويم الأكاديمي للمدارس الحكومية والخاصة 2025 – 2026... المزيد
  • 07:44 . شرطة أبوظبي تحذر من استغلال شبكات التواصل الاجتماعي لترويج المخدرات... المزيد
  • 12:58 . واشنطن توافق على صفقة "صواريخ" مع البحرين بقيمة 500 مليون دولار... المزيد
  • 12:58 . الكويت تدعو لاجتماعين عربي وإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في غزة... المزيد
  • 12:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تطورات المنطقة في ظل تباينات إقليمية... المزيد
  • 12:57 . ترامب يتوقع اتفاقاً بين روسيا وأوكرانيا بعد لقائه المرتقب مع بوتين... المزيد

نهاية الصراع الإسلامي الليبرالي

الكـاتب : زياد الدريس
تاريخ الخبر: 12-11-2014


كتبت، ولأكثر من مرة، عن تحولات الخطاب «المتصارع» في العالم العربي، الذي ظل لعقودٍ مضت متجلياً دوماً في العلاقة المتوترة بين الإسلاميين والليبراليين، لكنه بات يتحول خلال السنوات القليلة الماضية ليكون صراعاً ذا صبغة مدنية أكثر منها دينية، وإن تمظهرت بعض مبارزاته أحياناً بشكلها الديني المعهود.

أكثر التجليات لهذه (الخلطة) الجديدة من التصارع تمثلت في الموقف مما سُمّي «الربيع العربي». إذ لم يكن الموقف مع أو ضد الربيع مرتهناً بالتصنيف الاجتماعي القديم لصراع دِيكَيْ المجتمع... الإسلامي والليبرالي.

لا أتحدث هنا عن نهاية الصراع الديني بمفهومه العقدي الشامل، حتى لا تختلط الأمور، بل عن الصراع الحزبي الملتبس بالدين. إذ ليس خفياً أن طائفة من الليبراليين قاتلت الربيع العربي الذي كانت تقاتل لأجله طائفة ليبرالية أخرى. وكذلك فعل الإسلاميون الذين قاتلوا بعضهم بعضاً دفاعاً عن الربيع العربي من طرف، أو هجوماً عليه من طرف آخر.

بسببٍ من تلك التحولات الفئوية في التصارع، اختلطت الأوراق في الخطاب الثقافي العربي كما لم يكن من قبل. وأصبح المراقب للمشهد الانفعالي غير قادر على تسمية طرفيْ حلبة الصراع، كما كان يفعل من قبل. وقد بدا ذلك واضحاً بقوة في السجالات الدائرة في شبكات التواصل الاجتماعي، إذ لم يعد المتابع قادراً على فرز مواقف المغردين عن الأحداث بناء على التصنيفات الكلاسيكية التي كانت هي السائدة إلى ما قبل خمس سنوات.

وفي أعقاب جريمة الاعتداء البشعة، التي وقعت بمحافظة الأحساء السعودية الأسبوع الماضي، رأينا كيف أن فصيلاً من الإسلاميين كان هو المتهم بارتكابها، فيما استنكر فصيل آخر من الإسلاميين أنفسهم الجريمة الفادحة. وفي الكفة الأخرى، كان فصيلٌ من الليبراليين يستنكرها ويشنّع على من ارتكبها، فيما فصيلٌ آخر من الليبراليين أنفسهم كان يبرّر الحادثة، أو يفسرها على الأقل، بتفسيرات سياسية / لا طائفية، بغضّ النظر الآن عن سلامة هذه التفسيرات من عدمها.

كأنه يُراد للمنطقة الآن أن تلج نفقاً (طائفياً) مظلماً سيكون، لو تحقق لا قدّر الله، أشد بشاعة وفداحة من النفق (الحزبي) الذي أُدخلنا فيه خلال الأعوام الثلاثة الماضية.

لكن قد لا يتحقق هذا الهدف الخبيث، ليس بسبب الوعي بعواقب الفتنة الطائفية ولكن بسبب تحولات أطراف الصراع في المجتمع مما كان بين إسلاميين وليبراليين كي يصبح بين حقوقيين ومرتزقة.

والمرتزقة ليسوا هم فقط الذين يتزلّفون الحكومات طمعاً في المال والجاه، بل هم أيضاً الذين يتزلفون الجماهير طمعاً في المزيد من المريدين والأتباع. وتزلُّف الشعوب لا يقلّ ضرراً عن تزلُّف الحكومات، فإذا كان هذا يورث صاحبه منفعة، فإن الأول يورث أصحابه التضليل.

سنجد بين الإسلاميين مرتزقة وبين الليبراليين مرتزقة يُحيلون كل حادثة، مهما كانت بشاعتها كحادثة الأحساء الإرهابية، إلى مرتع خصب لهم لكسب منافع شخصية باسم رفعة الدين أو باسم حماية الوطن، فيما هم يقدّمون خطاباً يسيء لروح الدين الحنيف أو يقزّم الوطن ويشرذم أبناءه في تصنيفاتٍ شتى.

وفي المقابل سنجد حقوقيين من بين الإسلاميين أو الليبراليين لا يشغلهم العداء الحزبي ولا الطائفي، بل عداؤهم وصراعهم هو ضد الظلم أيّاً كان فاعله وأيّاً كان المفعول به.

إذاً فصراع الحقوقيين / الصادقين، من الإسلاميين والليبراليين، سيكون ضد المرتزقة، من الإسلاميين والليبراليين، الذين يقتاتون باسم نصرة الدين أو حب الوطن.

معادلة الصراع تغيّرت، فهل نعي ونختار المكان الملائم لانحيازاتنا؟!