قال الصحفي السوداني إسماعيل حسن إن رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان اجتمع سراً بوزير إماراتي، وسلمه أدلة بشأن ضلوع أبوظبي في الحرب السودانية.
وبحسب موقع "سودان نيوز" قال إسماعيل إن البرهان أكد للمبعوث الأمريكي إلى إفريقيا، مسعد بولس، أن طريقته في إنجاح ملف الوساطة في البلاد ستفشل، مشددا على أن سقوط الفاشر لن يجعلهم يضعفون ويقبلون الهزيمة.
وأضاف أن البرهان قال: "قال لنا مسعد بولس أريد أن أُنجح في ملف الوساطة هذا فقلنا له بطريقتك هذه ستفشل فشلا كبيرا… الطريقة الوحيدة التي ستجعلك تنجز إنجازا إيجابيا في هذا الملف هو أن تتبنى خارطة الطريق التي قدمناها لكم".
وأضاف البرهان: "قلنا له إنكم تُخطئون إذا ظننتم أن سقوط الفاشر سيجعلنا نضعف وتقبل بالهدنة سنحارب لاستعادة الفاشر وسترون".
وأشار إلى أنه قال للأمريكيين "نظموا لقاء بيننا وقيادات أبوظبي.. وبالفعل جاء وزير الدولة الإماراتي شخبوط بن نهيان آل نهيان، وبحضور الأمريكيين أبرزنا لهم 21 ملفا منفصلا فيها كل المعلومات التي تؤكد دور الإمارات في الحرب… ولم يستطع شخبوط أن يرد أو ينفي بل غادر الاجتماع صامتا".
وتابع البرهان: "قلنا للأمريكيين لماذا لا تقولون للإمارات: لا للحرب؟!، إذ أن دخول التمرد إلى للفاشر وانفعال الشعب السوداني بالفاشر ضاعف المسؤولية على عاتقنا".
بدأت الحرب في السودان في أبريل 2023، عندما تحولت التوترات المستمرة منذ فترة طويلة بين القوات المسلحة السودانية بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي، إلى صراع مفتوح.
اندلعت أعمال العنف بسبب خلافات حول خطط دمج قوات الدعم السريع في الجيش النظامي، لكنها سرعان ما تحولت إلى حرب على مستوى البلاد أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص ونزوح أكثر من 13 مليون شخص.
وطالما اتهمت السودان أبوظبي بالضلوع في الحرب من خلال تقديم الدعم العسكري واللوجستي والمالي لقوات الدعم السريع، كما اتهمتها بالوقوف بشكل رئيسي وراء سقوط مدينة الفاشر، عاصمة إقليم دارفور.
والأسبوع الماضي، أكد السفير السوداني لدى الولايات المتحدة محمد عبد الله إدريس أن بلاده لن تقبل اتفاق السلام الذي طرحته الإمارات، لإنهاء الحرب الأهلية التي دخلت الآن عامها الثالث، في الوقت الذي حث إدارة ترامب على تصنيف قوات الدعم السريع كمنظمة إرهابية.
ووصف إدريس دعم أبوظبي لقوات الدعم السريع بأنه "مدمر"، وقال إن السودان لا يمكن أن يقبل بمقترح سلام تكون الإمارات طرفا رئيسيا فيه.
وعلى الرغم من نفي أبوظبي، فإن تقارير باستخدام صور الأقمار الصناعية وبيانات تتبع الرحلات الجوية والسفن وأدلة الفيديو وأرقام الأسلحة التسلسلية ومصادر متعددة من مختلف أنحاء المنطقة تشير إلى أن أبوظبي زودت قوات الدعم السريع بالأسلحة طوال الحرب، بحسب موقع "ميدل إيست آي" البريطاني.
منذ بداية الحرب، اتُهم مقاتلو قوات الدعم السريع بارتكاب مجازر وانتهاكات واسعة النطاق، بما في ذلك إبادة جماعية في دارفور. كما اتُهمت القوات المسلحة السودانية بارتكاب جرائم حرب أيضاً.