أعربت السعودية عن ترحيبها بالتوصل إلى اتفاق فوري لوقف إطلاق النار بين باكستان وأفغانستان، والذي تم الإعلان عنه عقب محادثات جرت في العاصمة القطرية الدوحة، بمشاركة وسطاء من قطر وتركيا.
وأكدت وزارة الخارجية السعودية في بيان رسمي دعم المملكة للخطوة التي وصفتها بـ"الإيجابية"، مشددة على أهمية البناء عليها لتكريس الاستقرار وإنهاء التوترات المزمنة على الحدود بين البلدين الجارين.
وأضاف البيان أن السعودية تؤيد كل المبادرات الإقليمية والدولية الرامية إلى تعزيز الأمن والسلم، مجددة التزامها بالوقوف إلى جانب الشعبين الباكستاني والأفغاني في تطلعاتهما نحو مستقبل أكثر أمانًا وازدهارًا.
وثمّنت المملكة في هذا السياق الجهود الدبلوماسية التي قادتها كل من دولة قطر والجمهورية التركية، معتبرة أن دورهما البنّاء كان حاسمًا في تهيئة الظروف اللازمة للتوصل إلى هذا الاتفاق.
وكانت الخارجية القطرية قد أعلنت في وقت سابق الأحد أن إسلام آباد وكابل توصّلتا إلى تفاهم لوقف الأعمال العسكرية، وإطلاق آليات مشتركة لمتابعة تنفيذ وقف إطلاق النار وضمان استمراره بطريقة فعّالة وموثوقة، على أن تعقد لقاءات متابعة خلال الأيام القليلة المقبلة.
ويأتي هذا التطور في أعقاب أسابيع من التصعيد العسكري بين الطرفين، بدأ في التاسع من أكتوبر بغارات باكستانية على العاصمة كابل، تبعتها هجمات انتقامية من الجانب الأفغاني على مواقع حدودية، ما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين وتصاعد التوتر على جانبي الحدود.
وكانت جهود وساطة سابقة، شاركت فيها قطر والسعودية، قد نجحت مؤقتًا في تهدئة الأوضاع، قبل أن تتجدد الاشتباكات منتصف الشهر، وتُتهم باكستان لاحقًا بخرق الهدنة عبر غارات أوقعت قتلى مدنيين في ولاية باكتيكا الأفغانية.
وفي المقابل، بررت مصادر أمنية باكستانية الهجمات باستهداف عناصر مسلحة تابعة لحركة طالبان الباكستانية، عقب مقتل عدد من الجنود الباكستانيين في هجوم شمال وزيرستان.
ويأمل مراقبون أن يساهم وقف إطلاق النار الجديد في خلق مسار حوار دائم، يعالج جذور النزاع ويضع حدًا للتوتر الأمني المزمن بين البلدين.