قال موقع ميدل إيست آي البريطاني إن جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأحد أبرز المقربين منه، عاد إلى واجهة المشهد السياسي من بوابة محادثات غزة، مشيراً إلى أن الرجل الذي عُرف بدوره في "صفقة القرن" تربّى سياسياً على يد سفير أبوظبي النافذ في واشنطن يوسف العتيبة.
وذكر الموقع أن كوشنر، الذي لا يشغل أي منصب رسمي في إدارة ترامب الحالية، يُعد أحد المبعوثين غير الرسميين الذين أوكلت إليهم مهمة التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة، بالتعاون مع شخصيات عربية ودولية بارزة.
وأضاف التقرير أن العتيبة، المعروف بعلاقاته الوثيقة مع دوائر القرار في واشنطن وتل أبيب، احتضن كوشنر منذ وصوله إلى العاصمة الأمريكية و"علّمه رؤيته للشرق الأوسط"، حتى بات الأخير أحد أبرز حلفاء أبوظبي في إدارة ترامب السابقة، ومهندساً للتقارب الخليجي الإسرائيلي الذي تُوّج باتفاقات التطبيع.
وأشار ميدل إيست آي إلى أن نفوذ الإمارات والسعودية وقطر ظل حاضراً في مسيرة كوشنر بعد مغادرته البيت الأبيض، إذ إن صندوقه الاستثماري "أفينيتي بارتنرز" يعتمد على تمويل خليجي ضخم، في مقدّمته مليارا دولار من الصندوق السيادي السعودي، و1.5 مليار دولار من الإمارات وقطر.
وذكّر الموقع بأن كوشنر كان العقل المدبر لما سُمّي بـ"صفقة القرن"، التي حاولت فرض تسوية تخدم مصالح الاحتلال الإسرائيلي على حساب الفلسطينيين، قبل أن يواصل بعد ذلك توظيف شبكة علاقاته الخليجية في مشاريع اقتصادية كبرى تتداخل فيها المصالح السياسية والمالية.
وبحسب الموقع البريطاني، فإن عودة كوشنر اليوم إلى واجهة المشهد، بالتزامن مع جهود إدارة ترامب لإحياء المفاوضات بشأن غزة، تعكس استمرار اعتماد الرئيس الأمريكي على دائرته الضيقة من المستشارين المقربين من عائلته، وعلى رأسهم صهره الذي يمتلك مفاتيح التواصل مع عواصم الخليج.
ويرى مراقبون – كما نقل ميدل إيست آي – أن انخراط كوشنر في محادثات شرم الشيخ رغم غياب أي صفة رسمية، يؤكد أن واشنطن تراهن على شبكة علاقاته في الخليج، ولا سيما مع أبوظبي، لتعزيز فرص نجاح المفاوضات ولضمان دعم عربي لخطة ترامب الجديدة بشأن غزة.