كشف مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية، أن مقاتلات إسرائيلية أطلقت صواريخ باليستية فوق البحر الأحمر لاستهداف قادة من حركة حماس في قطر الأسبوع الماضي، في هجوم غير مسبوق يرجح أنه صمم لتجاوز أنظمة الدفاع الجوي للدولة الغنية بالطاقة وتفادي دخول أجواء أي دولة شرق أوسطية.
الهجوم الذي وقع في 9 سبتمبر وأودى بحياة ستة أشخاص في العاصمة القطرية الدوحة، أطاح بأشهر من الجهود الدبلوماسية التي كانت تقودها قطر للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب التي دمرت قطاع غزة على مدى ما يقارب عامين.
وبعد نحو أسبوع من الضربة، شرعت إسرائيل في هجوم بري يستهدف مدينة غزة، مما أجج الغضب الإقليمي إزاء الحرب، بينما أثار هجوم الدوحة مخاوف لدى دول أخرى من احتمال تعرضها لهجمات مماثلة.
واستفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي من عنصر المفاجأة عبر الإطلاق في اتجاه لم يكن متوقعا على الأرجح من جانب قطر أو الولايات المتحدة، التي تعمل قيادتها المتقدمة في الشرق الأوسط من قاعدة العديد الجوية في قطر.
وحتى لو كانت هاتان الدولتان على علم بالأمر، يقول الخبراء إن منظومات صواريخ باتريوت في قطر كانت على الأرجح عاجزة عن اعتراض الصواريخ التي تمر عبر الفضاء بسرعات تعادل عدة أضعاف سرعة الصوت.
وقال سيدهارث كاوشال، الباحث المتخصص في شؤون الصواريخ في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن: “نحن نتحدث على الأرجح عن دقائق قليلة من لحظة الإطلاق حتى لحظة الاصطدام، أي وقت قصير للغاية. وحتى لو رصدت (الصواريخ) من قبل بطاريات باتريوت، فإن اعتراضها سيكون مسألة حظ ليس إلا”.
وأوضح المسؤول الأمريكي لوكالة أسوشيتد برس أن المقاتلات الإسرائيلية أطلقت الصواريخ من البحر الأحمر بينما كان قادة حماس مجتمعين في قطر لبحث مقترح لوقف إطلاق النار في غزة. وكان المسؤول لديه معرفة مباشرة بكيفية تنفيذ إسرائيل للهجوم، وتحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة مسائل استخباراتية.
وقال مسؤول دفاع أمريكي آخر، تحدث بدوره بشرط عدم الكشف عن هويته، إن الضربة الإسرائيلية كانت هجوما “عبر الأفق” من خارج المجال الجوي القطري. ويستخدم الجيش الأمريكي عادة هذا المصطلح للإشارة إلى الضربات الجوية التي تنفذ من مسافات بعيدة.
ومن خلال إطلاق صواريخ باليستية إلى الفضاء، أبقت "إسرائيل" صواريخها خارج المجال الجوي لدول الخليج المجاورة، ولا سيما السعودية، التي تسعى إسرائيل منذ وقت طويل للتوصل معها إلى اتفاق اعتراف دبلوماسي.