قال أنور قرقاش، مستشار رئيس الدولة، إن "الجهود الحكيمة" التي قادها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، أسهمت في التوصل إلى اتفاق السلام التاريخي الذي وقعته أذربيجان وأرمينيا في العاصمة الأميركية واشنطن.
وذكر قرقاش في تدوينة على منصة إكس أن "مساهمة الإمارات في اتفاق السلام التاريخي بين أذربيجان وأرمينيا، الذي جرى توقيعه في واشنطن، ثمرة جهود حكيمة قادها صاحب السمو رئيس الدولة، إذ مهّد لقاء أبوظبي بين الرئيس علييف ورئيس الوزراء باشينيان لهذا الاتفاق"، مضيفاً أن الإمارات ستظل دائماً حاضرة في جهود الخير والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
لقاء أبوظبي
وكانت أبوظبي قد استضافت في يوليو الماضي لقاءً جمع إلهام علييف، رئيس جمهورية أذربيجان، ونيكول باشينيان، رئيس وزراء جمهورية أرمينيا، بحثا خلاله العلاقات الثنائية وسبل تعزيز الثقة ودعم الاستقرار في منطقة جنوب القوقاز.
كما التقى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على حدة، بكل من الرئيس علييف ورئيس الوزراء باشينيان، مرحباً بهما ومعرباً عن تقديره لاختيارهما دولة الإمارات أرضاً للحوار، ومؤكداً دعم الدولة لكل ما يسهم في إحلال السلام وتسوية النزاعات بالطرق الدبلوماسية، بحسب الإعلام الرسمي حينها.
اتفاق واشنطن
وفي 8 أغسطس الجاري، شهد البيت الأبيض توقيع اتفاق سلام تاريخي بين أذربيجان وأرمينيا، برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبحضور الرئيس إلهام علييف ورئيس الوزراء نيكول باشينيان.
ووُصف الاتفاق بأنه تحول إستراتيجي في المشهد الجيوسياسي لمنطقة القوقاز، إذ أنهى واحداً من أطول النزاعات التي شهدتها المنطقة منذ انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991.
خلفية النزاع
ويعود الصراع بين أذربيجان وأرمينيا إلى أوائل تسعينيات القرن الماضي، إثر النزاع على إقليم ناغورني قره باغ ذي الغالبية الأرمينية داخل الأراضي الأذرية، والذي أعلنت قوات مدعومة من أرمينيا انفصاله عن باكو.
شهدت المنطقة أول حرب شاملة بين الطرفين عام 1992 انتهت بوقف إطلاق النار عام 1994 بوساطة روسية، إلا أن التوترات ظلت قائمة، لتتجدد المواجهات في حرب الأيام الأربعة عام 2016، ثم حرب خريف 2020 التي استمرت 44 يوماً وانتهت باستعادة أذربيجان مساحات واسعة من الإقليم والمناطق المحيطة، مع نشر قوات حفظ سلام روسية.
وساطات دولية سابقة
ومنذ اندلاع النزاع بين أرمينيا وأذربيجان مطلع تسعينيات القرن الماضي، تعددت المبادرات الدولية لاحتوائه. فقد رعت روسيا عام 1994 أول اتفاق لوقف إطلاق النار، ثم قادت مع الولايات المتحدة وفرنسا جهود مجموعة مينسك التي طرحت عدة مبادرات أبرزها مبادئ مدريد عام 2007، لكنها جميعاً تعثرت.
وشهدت السنوات اللاحقة محادثات في موسكو وفيينا بعد "حرب الأيام الأربعة" عام 2016، واتفاقاً بوساطة روسية عقب حرب 2020 تضمن نشر قوات حفظ سلام، لكنه فشل في منع تجدد الاشتباكات. ومع تراجع الثقة في الوساطة الروسية، برز دور تركيا داعماً لأذربيجان، فيما بقيت مساعي الاتحاد الأوروبي محدودة.
وفي 2025، استغلت الولايات المتحدة تراجع النفوذ الروسي وانشغال موسكو بالحرب في أوكرانيا، لتفرض نفسها وسيطاً رئيسياً، وتتوج جهودها باتفاق سلام تاريخي في واشنطن أنهى رسمياً النزاع المستمر منذ أكثر من ثلاثة عقود.