أثارت تصريحات الأكاديمي المثير للجدل عبد الخالق عبد الله، التي اتهم فيها حركة حماس بجلب "الطامة الكبرى" إلى غزة نتيجة ما وصفه بـ"الغباء السياسي والعسكري"، عاصفة من الانتقادات الحادة والرفض الواسع على منصات التواصل الاجتماعي، واعتبرها ناشطون سقوطاً أخلاقياً وتماهٍ فاضح مع دعاية الاحتلال الإسرائيلي.

وجاءت تصريحات عبد الله في تغريدة على منصة "إكس" عقّب فيها على كلمة المتحدث العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، قائلاً: "رقاب حماس مثقلة بدماء أطفال غزة، فهي التي جلبت لغزة طامة كبرى بغباء سياسي وعسكري".

التغريدة أثارت ردود فعل غاضبة، حيث قال الناشط علي أبو رزق: "دائماً وأبداً، تقفون في الجانب الخطأ من الحاضر والتاريخ"، في إشارة إلى مواقف أبوظبي التي تتماهى مع الرواية الإسرائيلية ضد المقاومة.

أما أمجد الراشدي فذكّر بأن العدوان لا يقتصر على غزة، متسائلاً: "هل حماس موجودة في الضفة الغربية وسوريا، حيث القتل مستمر؟"، مضيفًا: "تتجاهل المحتل القاتل وتهاجم صاحب الأرض الذي يدافع عن نفسه".

وكتب بن جهيم: "رقاب حماس كافحت وناضلت بالانابة عن الأمة... اليهود لا يستطيعون مواجهة إلا المدنيين، وهذا دأبهم منذ العصور القديمة".

فيما قال محمد الهادي إن "طرد الاحتلال يتطلب تضحيات، أما الغباء السياسي فهو أن تبقى متفرجاً شامتاً على مآسي إخوتك"، مضيفاً: "أنتم فرّطتم بجزركم، أما حماس فلا تفرط بشبر واحد".

الناشطة بنت مخيم نهيل وجهت انتقادًا لاذعًا لعبد الله بقولها: "من ينعم بثروات النفط تحت حماية القواعد الأجنبية لا يحق له التنظير... دماء أطفال غزة برقبة من خانها، لا من قاوم".

وأضافت ناشطة أخرى: "كلامك عارٌ يسيل من جبين الخيانة! تسمي المقاومة غباء بينما تقتل آلة الاحتلال شعبًا أعزل؟ حقيقتك مكشوفة: تردد سموم الصهاينة".

الصحفي محمد أبو طاقية قال: "يكفيك هذه التغريدة لتسقط... المقاومة فعلت ما عليها في وجه عدو مجرم، وكشفت عورة المتخاذلين".

أما صاحب حساب مزايدر فاختتم بالقول: "وجود سوريا كشف كل الوجوه... لم تطلق رصاصة على اليهود ورغم ذلك تُتركون وحيدين، فهل حقًا كانت مشكلتكم مع حماس أم مع كل من يقاوم؟".

أمس الجمعة، حمّل أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، قادة وعلماء العرب والمسلمين مسؤولية دماء الفلسطينيين التي تراق في غزة، مؤكداً استمرار جهوزية المقاومة الفلسطينية في مواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وقال أبو عبيدة في بيان، إن 4 أشهر مضت على استئناف الاحتلال الإسرائيلي عدوانه، بعد أن نقض العهود وانقلب على الاتفاق المبرم مع المقاومة. لكن رغم ذلك أكد أبو عبيدة أن المقاومة أوقعت، خلال الأشهر الماضية، "مئات جنود العدو بين قتلى وجرحى وآلاف المصابين بأمراض نفسية وصدمات".

وأضاف: "مجاهدونا يفاجئون العدو بتكتيكات وأساليب جديدة بعد استخلاصهم للعبر من أطول حرب ومواجهة بتاريخ شعبنا"، لافتاً إلى أن الأسابيع الأخيرة شهدت "تنفيذ عدة عمليات أسر للجنود الصهاينة".

ووصف أبو عبيدة المقاومة في غزة بأنها "أعظم مدرسة عسكرية لمقاومة شعب في مواجهة محتليه في التاريخ المعاصر"، مؤكداً أن "المقاومة في جهوزية تامة لمواصلة معركة استنزاف طويلة ضد قوات الاحتلال مهما كان شكل عدوانه وخططه".

وحول الاستراتيجية التي تتبعها قيادة القسام في هذه المرحلة أوضح أنها تتمثل في "إيقاع مقتلة بالعدو وتنفيذ عمليات نوعية والسعي لأسر جنود".

وحذر المتحدث باسم القسام تل أبيب من اختيار طريق مواصلة الحرب في غزة، مبيناً: "إذا اختارت حكومة العدو الإرهابية استمرار حرب الإبادة فهي تقرر استمرار استقبال جنائز الجنود والضباط".

وفيما تقول وزارة الصحة في غزة إن حصيلة شهداء الإبادة الجماعية التي ترتكبها تل أبيب بلغت 58 ألفاً و667 فلسطينياً، وفق أحدث حصيلة، ذكر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن عدد الشهداء والمفقودين في قطاع غزة ارتفع إلى 67 ألفاً و880 فلسطينياً، في حين بلغ الدمار العام أكثر من 88% من مساحة القطاع البالغة نحو 360 كيلومتراً مربعاً، وذلك منذ 7 أكتوبر 2023.