أعربت الإمارات عن قلقها البالغ من استمرار التوتر في المنطقة واستهداف المنشآت النووية الإيرانية، وذلك في أول تعليق رسمي على قيام الولايات المتحدة فجر اليوم الأحد بقصف المنشآت النووية الإيرانية.
وطالبت الإمارات في بيان لوزارة الخارجية بضرورة الوقف الفوري للتصعيد لتجنّب التداعيات الخطيرة وانزلاق المنطقة إلى مستويات جديدة من عدم الاستقرار.
وأكدت على ضرورة تغليب الدبلوماسية والحوار لحل الخلافات، وضمن مقاربات شاملة تحقق الاستقرار والازدهار والعدالة، وجددت مطالبتها المجتمع الدولي لحشد الجهود للوصول إلى معالجة شاملة لهذه التطورات الحساسة والخطيرة تحفظ المنطقة وشعوبها من ويلات الصراعات.
كما حثت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي على الاضطلاع بمسؤولياتهما من خلال العمل الجاد على حل القضايا المزمنة في المنطقة التي باتت على المحك وتُشكّل تهديدًا متزايدًا للأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي.
كما شددت الوزارة -بحسب البيان- على إيمان دولة الإمارات بأن الحكمة والمسؤولية في هذه الظروف تقتضيان الانخراط الجاد في معالجة القضايا المصيرية عبر التفاوض، مؤكدة ضرورة الاستفادة من تجارب المنطقة التاريخية وحروبها، وما تحمله من دروس وعبر.
وفي الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن القوات الأميركية نفذت هجوما جويا ناجحا على ثلاثة منشآت نووية في إيران، تشمل فوردو ونطنز وأصفهان، بعد ساعات من إقلاع عدة قاذفات "بي-2" تابعة لسلاح الجو الأميركي من قاعدة في الولايات المتحدة متجهة عبر المحيط الهادئ.
وعقب ذلك، سعت إيران إلى التقليل من تداعيات الضربات الجوية الأميركية، مؤكدة أن تلك المواقع كانت خالية من المواد المشعة أو الخطرة، بينما أوضحت واشنطن عبر قنوات دبلوماسية أنها لا تهدف إلى تغيير النظام الإيراني.
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إيرنا" إن المواقع التي قصفتها الولايات المتحدة، وهي منشآت نطنز وفوردو وأصفهان، "لا تحتوي على مواد يمكن أن تسبب إشعاعاً"، مشيرة إلى أنه تم إخلاؤها مسبقاً.
كما نقل التلفزيون الرسمي عن مصادر رسمية أن هذه المنشآت "تم تفريغها منذ فترة"، في تأكيد متكرر من أكثر من جهة داخلية على محدودية الأضرار.
من جانبه، قال مستشار استراتيجي لرئيس البرلمان الإيراني إن عملية الإخلاء تمت منذ وقت طويل، ما يعزز الرواية الإيرانية بأن الهجوم لم يُحدث خسائر كبيرة على المستوى التقني النووي.
على الجانب الأميركي، نقلت شبكة سي بي إس عن مصادر مطلعة أن إدارة الرئيس دونالد ترامب أرسلت رسائل دبلوماسية مباشرة إلى إيران قبل الضربة، شددت فيها على أن واشنطن "لا تسعى إلى تغيير النظام"، وأن الهجوم الجوي على المنشآت النووية "يمثل كل ما في جعبة الخطط الأميركية الحالية".
في المقابل، أكدت صحيفة نيويورك تايمز نقلاً عن مسؤول أميركي أن التقييمات الأولية تشير إلى أن منشأة فوردو ـ إحدى أكثر المواقع الإيرانية تحصينًا ـ "خرجت عن الخدمة"، ما يعكس حجم الضرر المحتمل الذي تسببت فيه الضربة.
اقرأ أيضاً:
الإمارات في عين العاصفة.. تأثيرات وتحديات الحرب الإسرائيلية-الإيرانية