كشفت عواطف الريّس، زوجة معتقل الرأي الدكتور عبدالسلام درويش، عن تعرض ابني المحامي والحقوقي البارز والمعتقل الدكتور محمد الركن، "راشد وسالم"، للاختطاف والإخفاء القسري منذ أكثر من شهرين، دون الكشف عن مكان احتجازهما أو توجيه أي تهمة رسمية إليهما، في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان والقانون الدولي.
وقالت الريس، في منشور على منصة "إكس" ، إن العائلة لم تتلقّ طوال هذه الفترة أي معلومات عن مصيرهما، باستثناء اتصال هاتفي مقتضب في عيد الفطر الماضي، لم يُفصح فيه الشقيقان عن أي تفاصيل حول مكان وجودهما أو ظروف احتجازهما، ما أثار قلقًا واسعًا بشأن سلامتهما الجسدية والنفسية.
وأضافت: "في أبوظبي، لا يكفي أن تُسجن لمطالبتك بالإصلاح، بل يُنتقم منك في أبنائك"، مؤكدة أن الانتهاكات في الإمارات لم تكتفِ بملاحقة المعارضين، بل طالت عائلاتهم، في سياسة ممنهجة تُجرِّم الصوت وتلاحق صداه.
وتأتي هذه الحادثة في سياق حملة قمع متواصلة تشنّها سلطات أبوظبي ضد عائلة الدكتور الركن، الذي لا يزال معتقلاً رغم انتهاء محكوميته منذ يوليو 2022، بعد أن أمضى عشر سنوات في السجن بسبب توقيعه على عريضة تطالب بإصلاحات سياسية في الدولة ضمن ما عُرف بـ"قضية الإمارات 94".
ورغم تقارير دولية تطالب بالإفراج عنه، ومنها بيان صادر عن فريق الأمم المتحدة المعني بالاحتجاز التعسفي وصف احتجازه بأنه "انتهاك صارخ للقانون الدولي"، تواصل السلطات احتجازه في عزلة تامة، دون السماح له بالتواصل مع محامٍ أو زيارة عائلية، بل شرعت في ديسمبر 2023 بمحاكمة جديدة له على خلفية اتهامات "إرهابية" اعتبرها حقوقيون مفبركة.
وسبق أن طال الاستهداف أفرادًا آخرين من أسرته، من بينهم صهره عبد الله الهاجري، الرئيس السابق لاتحاد طلبة الإمارات، والمعتقل حالياً على ذمة قضية "الإمارات 84".
وكان مركز الخليج لحقوق الإنسان قد وثّق، في تقرير حديث، ما وصفه بـ"القمع المنهجي والشمولي" الذي تمارسه السلطات الإماراتية بحق مواطنين ومقيمين، بينهم ناشطون وعمال أجانب، مشيراً إلى أن أبرز مظاهره هو رفض المحكمة الاتحادية العليا في مارس الماضي الطعون المقدمة من 53 معتقلاً ضمن قضية "الإمارات 84"، رغم افتقار المحاكمة لأدنى معايير العدالة.
وتطرح هذه القضية تساؤلات حقيقية حول التزام أبوظبي بشعارات "السلام والتسامح والانفتاح" التي تروّج لها دوليًا، في وقت تُواصل فيه الأجهزة الأمنية دفن الكرامة وتقييد الحريات بأوامر لا تعترف لا بالعدالة ولا بالإنسان.