قال موقع ميديا بارت الفرنسي إن جوردان بارديلا، رئيس حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف، يستعد لإجراء زيارة رسمية إلى أبوظبي خلال الفترة المقبلة، بترتيب من النائب الأوروبي عن الحزب تييري مارياني، في خطوة تهدف إلى تعزيز حضوره الدولي وتكريس صورته كشخصية سياسية عالمية.
وأكد الموقع أن هذه الزيارة تأتي في سياق تقارب سياسي مستمر بين الحزب والإمارات بدأ منذ أكثر من عشر سنوات، حيث ينظر "التجمع الوطني" إلى أبوظبي باعتبارها "حليفاً استراتيجياً" لفرنسا في مواجهة ما يصفه الحزب بـ"التيارات الإسلامية المتطرفة".
وأشار ميديا بارت إلى أن هذا التقارب لم يأتِ من فراغ، بل بدأ بشكل ملموس في عام 2014 عندما التقت مارين لوبان، زعيمة الحزب، في لقاء سري داخل منزل عائلتها، بأحد كبار المسؤولين الأمنيين الإماراتيين.
ووفقًا لأحد مستشاريها في ذلك الوقت، فقد عرض الجانب الإماراتي تقديم دعم للحزب لمواجهة خصومه السياسيين في الداخل الفرنسي.
وأوضح الموقع أن التحركات الحالية لبارديلا تأتي استكمالًا لمسار طويل من بناء العلاقات الدولية، إذ تولى الحزب، منذ عام 2022، رئاسة مجموعة الصداقة الفرنسية-الإماراتية في الجمعية الوطنية الفرنسية، عبر النائب سيباستيان شينو، وهو ما يُعد مؤشرًا إضافيًا على تعميق العلاقات بين الجانبين.
وفي تصريحات حديثة، وصف بارديلا كلًا من الإمارات والسعودية بأنهما "شريكان لا غنى عنهما لفرنسا"، مشددًا على أن التعاون الدولي يجب ألا يكون مشروطًا بمسألة حقوق الإنسان، في ظل المتغيرات الجيوسياسية الراهنة.
كما لم يُخفِ إعجابه بموقف أبوظبي تجاه جماعة الإخوان المسلمين، متعهدًا بحظر الجماعة في فرنسا في حال تولّي حزبه السلطة.
وتحدث ميديا بارت عن محاولات متكررة قام بها الحزب للحصول على تمويلات من بنوك إماراتية عبر وسطاء، إلا أن تلك المساعي لم تُكلّل بالنجاح الكامل. ك
ما لفت إلى أن زيارة مارين لوبان إلى مصر عام 2015 تمّت بتمويل إماراتي غير معلن، من خلال شركة علاقات عامة في القاهرة.
وفي إطار توسيع التحركات الدولية، أشار الموقع إلى أن تييري مارياني يعمل حاليًا على تنظيم زيارة مقبلة لبارديلا إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية، رغم التوتر الأمني هناك.
ويبرر الحزب هذه الخطوة بأهمية الكونغو كدولة فرنكفونية غنية بالموارد الطبيعية، خصوصًا المعادن النادرة. وسبق لنواب الحزب أن زاروا الكونغو وأعربوا عن دعمهم لموقفها ضد رواندا، التي يتهمونها بنهب الموارد الكونغولية.
ووفقاً لميديا بارت، فإن بارديلا يسعى إلى ترسيخ مكانته كزعيم دولي شاب يبلغ من العمر 29 عاماً، من خلال حضور مؤتمرات اليمين الأوروبي، وزياراته للولايات المتحدة، إضافة إلى مشاركته مؤخرًا في مؤتمر ضد معاداة السامية في "إسرائيل"، وهي خطوة وصفها الموقع بأنها "تتويج لمسار إزالة الشيطنة" الذي يسعى الحزب لتحقيقه منذ سنوات.
في السياق ذاته، تواصل مارين لوبان تحركاتها الخارجية لتوسيع قاعدة تحالفاتها، حيث زارت خلال السنوات الأخيرة كلاً من السنغال وتشاد، والتقت هناك بقادة سياسيين، كما سعت للحصول على تمويلات انتخابية من دول مثل روسيا وهنغاريا لدعم حملاتها.
وختم الموقع تقريره بالتأكيد على أن هذه التحركات تعكس إستراتيجية مدروسة من الحزب لتثبيت حضوره على الساحة الدولية، في ظل طموحات سياسية متصاعدة تقودها مارين لوبان وبارديلا، استعداداً للمرحلة المقبلة من المشهد السياسي الفرنسي والدولي.