كشف علي شمخاني، المستشار السياسي والعسكري البارز للمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، في مقابلة مع قناة NBC News يوم الأربعاء، أن إيران مستعدة للتوقيع على اتفاق نووي مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، شريطة رفع العقوبات الاقتصادية عنها فوراً.
وأوضح شمخاني، أحد أبرز المسؤولين الإيرانيين المطلعين على ملف المفاوضات، أن طهران ستلتزم بعدم تصنيع أسلحة نووية، والتخلص من مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب (القابل للاستخدام عسكرياً)، والاكتفاء بتخصيب اليورانيوم بمستويات منخفضة للاستخدامات المدنية، إلى جانب السماح للمفتشين الدوليين بمراقبة منشآتها النووية.
ورداً على سؤال عما إذا كانت إيران ستوافق على الاتفاق حالياً إذا تُلبَّت هذه الشروط، أجاب شمخاني: "نعم"، مُعتبراً تصريحاته "أوضح بيان علني" من داخل دائرة صنع القرار الإيراني حول استعداد البلاد للتفاوض.
وأضاف: "إذا تصرف الأمريكيون كما يقولون، فمن المؤكد أننا قد نحظى بعلاقات أفضل... قد يؤدي ذلك إلى وضع أفضل في المستقبل القريب".
جاءت هذه التصريحات بعد ساعات من تصريح ترامب الذي عرض فيه على إيران "غصن زيتون" مرفوقاً بتحذير من فرض عقوبات "ساحقة" إذا رفضت الاتفاق. لكن شمخاني عبّر عن تشكيكه في النوايا الأمريكية، قائلاً: "يتحدث عن غصن الزيتون الذي لم نره. كل ما نراه هو أسلاك شائكة".
من جهة أخرى، أشار شمخاني إلى قلقه من محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عرقلة الاتفاق عبر الضغط على واشنطن، مُعلقاً: "إذا تخلص الأمريكيون من تأثير بيبي (لقب نتنياهو)، فيمكنهم توقيع الاتفاق بسهولة".
وتُجري واشنطن وطهران مفاوضات غير مباشرة منذ أسابيع، وصفها المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بأنها "مشجعة"، بينما وصفها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأنها "صعبة لكن مفيدة".
وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤخراً أن إيران خصبت كميات من اليورانيوم قريبة من الدرجة العسكرية (تكفي لصنع 6 قنابل نووية)، رغم نفي طهران المتكرر سعيها لامتلاك السلاح النووي.
كشف مسؤولون أمريكيون ودبلوماسيون لـNBC News عن توتر متصاعد بين ترامب ونتنياهو حول الاستراتيجية المثلى لمواجهة الملف النووي الإيراني، حيث يفضل الأخير العمل العسكري، بينما يرى ترامب فرصة في الحل الدبلوماسي.
وأكد شمخاني أن إيران لن تتخلى عن حقها في تخصيب اليورانيوم، لكنها قد تُعدّل "أبعاد ومستويات وكميات التخصيب لفترة محددة لبناء الثقة". يبقى أن المرشد الأعلى الإيراني يملك الكلمة الفصل في قضايا الأمن القومي، مما يضع أي اتفاق محتمل تحت رهان الموافقة النهائية من طهران.