أعلن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) قيام حكومة “السلام والوحدة”، مشيرا إلى أنها تمثّل “الوجه الحقيقي للسودان”، وذلك مع دخول الحرب في السودان عامها الثالث.
وقال حميدتي على منصة تليغرام، في ذكرى اندلاع الحرب في السودان في 15 إبريل 2023 “نؤكد بفخر قيام حكومة السلام والوحدة، تحالف مدني واسع يمثل الوجه الحقيقي للسودان، مع جميع القوى المدنية والسياسية السودانية والجبهة الثورية السودانية والمجتمع المدني والمنظمات الإنسانية والحركات الشبابية ولجان المقاومة، وقعنا ميثاقا سياسيا ودستورا انتقاليا تاريخيا لسودان جديد”.
وقال حميدتي إنه يهدف إلى أن “يكون السودان أرض صناديق الاقتراع لا الرصاص، وأرض الحوار لا الهيمنة”.
وتابع “لسنا في الحرب لأننا نحب العنف بل لأن كل طريق سلمي سُدَّ من قبل الجيش ورعاته”، مشيرا إلى أن قواته “لم تختر المواجهة، وواصلنا كل حوار في جدة وجنيف والمنامة، وجئنا بأيد مفتوحة لكننا قوبلنا بالرفض”.
وتابع “أحلم بسودان حر ديمقراطي تعددي ومسالم، لا تكمن قوته في السلاح بل في إرادة السلام”.
وأكد حميدتي أن قوات الدعم السريع “لن تسمح أبدا بسيطرة الجيش على كل البلاد”، وما وصفه “بعودة الطغيان السابق”.
وذكر أن الجيش السوداني “يعتمد على الدعم المصري والإيراني للحفاظ على قبضة ضعيفة على الشرق”.
ووصف حميدتي الأزمة الحالية بأنها “ليست بين أطراف مسلحة بل هي إرث مؤلم لنظام سياسي خذل شعبه منذ الاستقلال عام 1956″، مضيفا أن “كل محاولة من الشعب لتشكيل مستقبله قوبلت بالرصاص والاعتقالات والخداع”.
ووجَّه حميدتي انتقادات حادة إلى عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني، قائلا إن “الجيش بقيادة البرهان، والحركة الإسلامية التي يدين لها بالولاء، اختطفا ثورة ديسمبر”.
ودعا حميدتي الاتحاد الإفريقي إلى “الاعتراف بالإرادة الديمقراطية للشعب السوداني، وعدم البقاء رهينة لمدبّري الانقلاب في بورتسودان”.
وأكد أنه لن يسمح “للقوى الأجنبية بتحويل السودان إلى رقعة للصراعات والطموحات الإقليمية أو التنافس على البحر الأحمر”.
وأفاد حميدتي بأن قواته ستقوم “بطباعة عملة جديدة وإصدار وثائق هوية جديدة حتى لا يُحرم أي سوداني من حقوقه”، حسب وصفه.
منذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة الدعم السريع في ولايات السودان لصالح الجيش.
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023، حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفًا.