في خطوة أثارت موجة من الغضب والاستنكار على منصات التواصل الاجتماعي، استقبل وزير الخارجية عبدالله بن زايد آل نهيان، نظيره الصهيوني في أبوظبي في وقت تعيش فيه غزة على وقع الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين، ولا سيما الأطفال والنساء.
هذه الخطوة تأتي في وقت حساس للغاية، إذ يتعرض قطاع غزة لحصار وقصف مروع يطال آلاف الأبرياء، وإبادة جماعية لم يسبق لها مثيل، وغياب أي ممرات آمنة للمساعدات أو الإجلاء.
وكانت أولى التعليقات الغاضبة على هذه الخطوة من صاحب حساب يُدعى "تامر"، حيث أشار إلى أن "الإمارات تفعل ما تخجل من فعله دولٌ غربية"، في إشارة إلى أن الاجتماع يعد بمثابة تأكيد على علاقات "حميمة" بين أبوظبي وتل أبيبت في وقت تزداد فيه معاناة الفلسطينيين. مشيراً إلى أن "هذا هو الاجتماع الثاني منذ بداية العام".
أما الدكتور مراد علي فقد عبر عن استنكاره قائلاً: "عجزت الكلمات عن التعبير عما في صدري من غضب وحسرة، وكيف وصل بنا الحال إلى هذا؟".
من جانبه، وصف سام يوسف اللقاء بـ "العار"، مؤكداً أن هذا الاجتماع يمثل تحالفًا قائمًا على "الدم والقمع".
وكتب يوسف في تعليقه: "بينما يُدفن أطفال غزة أحياء تحت حصار مجرم، يأتي هذا اللقاء ليعبر عن العار الذي غرق فيه نظام بن زايد". وأضاف أن هذا اللقاء يمثل "تحالفًا ضمنيًا مع الكيان المحتل" الذي يقتل الأبرياء في غزة.
وفي تعليق ساخر، كتب أيسر بن ضمره: "الممسوخ عبدالله بن زايد يذرف الدموع على ضحايا الهولوكوست"، معتبرًا أن الإمارات "أصبحت عدوة الله" بسبب موقفها الداعم للاحتلال الإسرائيلي.
أما المغرد الذي استخدم اسم "وزير ظل إماراتي" فقال: "بينما يُدفن أطفال غزة أحياء، تأتي هذه الخطوة لتؤكد تبعية نظام بن زايد التامة لإسرائيل". وأضاف أن هذا اللقاء ليس مجرد حدث دبلوماسي عابر، بل هو "تأكيد على شراكة كاملة في سحق المنطقة".
في السياق ذاته، انتقد المغرد السعودي تركي الشلهوب الإمارات قائلًا: "ما تفعله الإمارات يخجل من فعله بعض الصهاينة أنفسهم"، في إشارة إلى أن هذا اللقاء يتناقض مع المواقف الإنسانية التي يتبناها العديد من الدول والأفراد في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.
منذ توقيع اتفاق التطبيع بين أبوظبي والاحتلال الإسرائيلي في سبتمبر 2020، تسارعت العلاقات بين الطرفين على مختلف المستويات، الاقتصادية والتجارية والتقنية وحتى الأمنية، في وقت لم تتوقف فيه الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، خاصة في قطاع غزة.
ورغم تصاعد الجرائم الإسرائيلية في غزة، لم تتخذ أبوظبي أي خطوات جادة لتعليق العلاقات أو حتى مراجعتها، بل استمرت الأنشطة التجارية المشتركة. وتُظهر البيانات الرسمية أن حجم التبادل التجاري بين الجانبين بلغ في عام 2024 حوالي 3.24 مليار دولار، مما يمثل زيادة بنسبة 11% مقارنة بالعام السابق.
وتأتي اللقاءات المتكررة بين المسؤولين في أبوظبي والإسرائيليين رغم الدعوات فلسطينية والإسلامية المتكررة إلى وقف التطبيع وتجميد العلاقات السياسية والاقتصادية مع دولة الاحتلال.
وفي 18 مارس الماضي، تنصل الاحتلال الإسرائيلي من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الساري منذ 19 يناير الفائت، واستأنفت حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، رغم التزام حركة حماس بجميع بنود الاتفاق.
وبدعم أمريكي مطلق يرتكب الاحتلال، منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 165 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
اقرأ أيضاً: