ارتفعت نغمة نشاز في الجبهة الموحدة للدول العربية في مواجهة اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الرابع من فبراير بتهجير مليوني فلسطيني قسراً من قطاع غزة، حسب وصف صحيفة "لوموند" الفرنسية.
وقالت الصحيفة في تقرير، الجمعة، إن هذه النغمة قادمة من أبوظبي. "فعندما سُئل عن وجود مقترح عربي مضاد لخطة ترامب في قطاع غزة، أبدى يوسف العتيبة، السفير المؤثر للدولة في واشنطن، والذي لا يقهر في هذا المنصب منذ عام 2008، شكوكه"، بحسب التقرير.
وقال سفير أبوظبي في واشنطن إنه لا يرى "بديلا" عن الخطة التي أعلنها الرئيس الأميركي لطرد السكان الفلسطينيين من غزة.
وقال الدبلوماسي خلال القمة العالمية للحكومات في دبي يوم الأربعاء: "لا أرى بديلاً لما يُقترح. لا أرى غير ذلك حقاً. لذا إذا كان لدى أي شخص بديل، فنحن سعداء بمناقشته، وسعداء باستكشافه، لكنه لم يظهر على السطح بعد".
وأضاف أن أبوظبي "ستحاول" إيجاد أرضية مشتركة مع إدارة ترامب. وقال: "أعتقد أن النهج الحالي سيكون صعباً. لكن في نهاية المطاف، نحن جميعًا في مجال البحث عن الحلول. نحن فقط لا نعرف إلى أين سينتهي الأمر بعد".
وتشير "لوموند" إلى أن "شكوك العتيبة تتناقض مع تصميم الشركاء العرب على إحباط خطة ترامب. فقد تولت مصر والأردن، اللتان تعارضان بشدة التهجير القسري لسكان غزة على أراضيهما، والذي يعتبرانه خطاً أحمراً، زمام المبادرة للرفض بمجرد إدراكهما أن اقتراح الرئيس الأميركي لم يكن مجرد نزوة".
وخلال اجتماعه مع ترامب في واشنطن يوم الثلاثاء، كان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أول من تقدم ضد الرئيس الأميركي، وكان متوترا بشكل واضح إزاء هذه الممارسة الخطيرة.
ويوم الأربعاء تلقى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أكد خلاله أهمية العمل من أجل تحقيق "السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط" على أساس حل الدولتين، بحسب وكالة أنباء الإمارات (وام).
وهو ما يثير تساؤلات حول موقف الإمارات العلني من خطة ترامب. وتعلن رسمياً أنها مع رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين بالقوة.
ومع ذلك، يواصل الاحتلال الإسرائيلي فرض حصار مدمر على غزة، حيث يستمر في فرض الحصار منذ 18 عامًا ويفرض قيودًا صارمة على الغذاء والمياه والأدوية. كما أصبح ما يقرب من مليوني شخص من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة نازحين داخليًا نتيجة للحرب في غزة.
على الرغم من توقف الهجوم العسكري الإسرائيلي مؤقتًا، إلا أن القصف الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 15 شهرًا أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن 48 ألف فلسطيني منذ أكتوبر 2023، ويُعتقد أن أكثر من 14 ألف شخص آخرين محاصرون تحت الأنقاض، ويُفترض أنهم ماتوا.
ورفضت أبوظبي إلغاء أو توقيف اتفاقية التطبيع. وحافظت على علاقة وثيقة مع الاحتلال الإسرائيلي، رغم جرائم الحرب والتطهير العرقي في قطاع غزة.