سكوت الرياض عمّا يحدث في اليمن، لن يكون مجرّد تلاعب سعودي في إطار تحالف غير طبيعي مع الحوثيين ضدّ الإخوان المسلمين، ولكن سيكشف عن ضعف هيكلي. إذ أن دبلوماسية المملكة في اليمن، تتميّز بضعف في خلق الفعل وتشكيل سياسة ووضع أهداف.
ولا يخصّ هذا الضعف السعودية وحدها؛ إذ أنّ الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الّذين دعموا، مثل دول الخليج، الانتقال السياسي والرئيس هادي تفاجئوا أيضًا من حجم الأزمات في اليمن. ويعاني كلّ طرف في تحديد سياسة واضحة بين الاستخدام الكثيف للطائرات بدون طيار ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية، ودعم الدولة المركزية، والحدّ من الهجرة.
كما أن الأزمة الّتي يمرّ بها حلفاء العربية السعودية التقليديون، خاصّة آل الأحمر، وكذلك تزايد قوّة القاعدة في شبه الجزيرة العربية، والحركة الانفصالية في الجنوب، قلّلوا من تأثير الرياض وعدم قدرتها على تحليل الوضع.
وعلى صعيد آخر فإن تضاعف عدد اللاعبين في الدبلوماسية السعودية، وزراء وأمراء ورجال دين ومنظّمات شبه حكومية، متنافسين فيما بينهم يؤثّر على سياساتها. وهذا ما جعل التقارب مع إيران بعيد المنال؛ إذ أن هؤلاء اللاعبين قد ساهموا، خلال سنوات طويلة، في بناء “الخطر الشيعي”، وتشويهه على المستويين، الديني والاستراتيجي.